للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: نشهد أنه قد كان رآه. وإن كان إنّما أراد أنّه لم يكن بتامّ اللحم والعظم، فما سمعنا أحدا عاب عبد الملك بقصر ولا نحافة، وإنّما كان أراد: ولد لسبعة أشهر؛ فإنّ الذين يولدون [١] لسبعة أشهر ليس القصر والنّحافة فيهم بأفشى وأشدّ استفاضة منه في غيرهم.

وقال عبد الملك للشّعبي: مالي أراك ضئيلا؟ قال: «يا أمير المؤمنين، زوحمت في الرحم» [٢] . يقول: إنّي ولدت توءم أخي. ولم يقل: لأنّي ولدت لسبعة أشهر.

وقال معاوية بن أوس الكليبي [٣] وكان أخا سنان بن أبي حارثة لأمّه:

سنانا دعوت وأشياعه ... وعوفا دعوت أبا قهطم [٤]

فقام فتى وشوشيّ الذّرا ... ع لم يتلبّث ولم يهمم [٥]

تمطّت به أمّه في النّفا ... س ليس بيتن ولا توءم [٦]


[١] في الأصل: «يولدوا» .
[٢] في العقد ٢: ٢٣١: «وقال الشعبي: لولا أني زوحمت في الرحم ما قامت لأحد معي قائمة. وكان توءما» .
[٣] في الأصل: «الكلبي» ، والصواب ما أثبت. وهو معاوية بن أوس بن خلف بن بجاد بن كليب بن يربوع، كما في معجم المرزباني ٣٩٢.
[٤] في القاموس: «القهطم، كزبرج: اللئيم ذو الصخب، وعلم» . وانظر أخوات هذه الأبيات في رسائل الجاحظ ١: ١٨٨ ومعجم المرزباني ٣٩٣.
[٥] الوشوشي: الرقيق اليد الخفيف في العمل، كما في اللسان (وشوش) بدون نسبة عند إنشاد هذا البيت. وفي الأصل: «وسوسى» ، تحريف. وفي الأصل: «لم يلبث» صوابه أيضا من اللسان.
[٦] تمطت به: أي زادت على تسعة أشهر حتى نضّجته وجرّت حمله. بذا فسره ثعلب، كما في اللسان (مطا ١٥٤) عند إنشاد البيت. واليتن: الذي تلده أمه منكوسا، تخرج رجلاه قبل رأسه ويديه. والبيت في اللسان (نضج) بدون نسبة.

<<  <   >  >>