للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكره أن يكون توءما؛ لأنّ التّوءم يكون ضئيلا.

وقد رأيت أنا غير الذي يقولون. ولعلّ بعض من رأيت وأكثر كانوا أغلظ عظما وأوثج وثاجة [١] ممن ولد لتمام. رأيت الحكم ومروان ابنى بشر بن أبي عمرو بن العلاء، وكان كلّ واحد منهما كالبغل المزنوق [٢] .

ورأيت الأخوين اللذين كانا يلقّبان بمنكر ونكير [٣] ، كان كلّ واحد منهما كالجمل المحجوم [٤] .

ورأيت الأخوين المازنّيين، وكان أحدهما إذا حمّ حمّ الآخر، وإذا رمد رمد الآخر، فلما مات أحدهما أوصى الآخر ومات بعده بقليل. وكان كلّ واحد منهما كأنّه الرّمح الرّدينيّ.

ولم أر فيهم نحيفا إلّا عبدان تلميذ يحنّا بن ماسويه [٥] .

حدّثني الحسن بن إبراهيم العلوي [٦] ، أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب ولد لسبعة أشهر. فمن كان أبرع عقلا وأتم قواما منه!


[١] الوثاجة: كثرة اللحم، وضخم البدن. وفي الأصل: «وأوتح وتاحة» .
[٢] المزنوق: المربوط بالزناق، وهو حلقة توضع تحت حنكه ثم يجعل فيها خيط يشد برأسه يمنع جماحه.
[٣] كذا ورد ضبطهما في الأصل. واسمهما مأخوذ من اسم الملكين المعروفين. أما الأول فيضبط بفتح الكاف وكسرها أيضا. والثاني على وزن فعيل بفتح أوله.
[٤] المحجوم: الذي وضع في فمه الحجام لئلا يعض.
[٥] يحنا، أو يوحنا، أو يحيى بن ماسويه: من مشاهير الأطباء. كان نصرانيا سريانيا، ولاه الرشيد ترجمة الكتب الطبية القديمة لما وجدها بأنقرة وعمورية وسائر بلاد الروم حين فتحها، ورتب له كتّابا حذّاقا يكتبون بين يديه. وخدم الأمين والمأمون ومن بعدهم من الخلفاء إلى أيام المتوكل. وكان أبوه ماسويه وولده ماسويه بن يوحنا من المشتغلين بالطب. انظر أخبار العلماء للقفطي ٢٤٨- ٢٥٦ وطبقات ابن أبي أصيبعة.
[٦] حدث عنه الجاحظ في الحيوان ٣٠- ٣٩٩.

<<  <   >  >>