للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو قرة: «الجوع للحمية أشد من العلة» .

وقال الجمّان: «الحمية إحدى العلتين» . وقال العميّ: «من احتمى فهو على يقين من تعجيل المكروه، وفي شك مما يأمل من دوام الصحة» .

وذكر أعرابي رجلا فقال: حمّى المعافى، حنوط المبتلى.

وقال عمر اعتبر عزمه بحميته، وحزمه بمتاع بيته.

وقالوا: أمران لا ينفكّان من الكذب: كثرة المواعيد، وشدة الإعتذار.

وقيل لرجل من الحكماء: ما جماع البلاغة؟ قال: معرفة السليم من المعتل، وفصل ما بين المضمّن والمطلق، وفرق ما بين المشترك والمفرد. وما يحتمل التأويل من المنصوص المقيد.

وقال سهل بن هارون في صدر كتاب له: «وجب على كل ذي مقالة أن يبتدىء بالحمد لله قبل استفتاحها، كما بدىء بالنعمة قبل استحقاقها» .

وقال أبو البلاد:

وانّا وجدنا الناس عودين طيبا ... وعودا خبيثا لا يبضّ على العّصر

تزين الفتى أخلاقه وتشينه ... وتذكر أخلاق الفتى وهو لا يدري

وقال آخر في هذا المعنى:

سابق إلى الخيرات أهل العلا ... فإنما الناس أحاديث

كل امرىء في شأنه كادح ... فوارث منهم وموروث

ولما قال حمل بن بدر، لبني عبس، والأسنة في ظهورهم، والبوارق فوق رؤوسهم: «نؤدي السبق، وندي الصبيان وتخلون سربنا، وتسودون العرب» ، انتهره حذيفة فقال: إياك والكلام المأثور! وقال الشاعر:

اليوم خمر ويبدو في غد خبر ... والدهر من بين إنعام واباس

<<  <  ج: ص:  >  >>