للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شكل الكلمة أو كيفية الأداء مما لا يقع به التغاير في اللفظ، كاختلاف في الإعراب, أو التصريف، أو التفخيم والترقيق والفتح والإمالة والإظهار والإدغام والإشمام فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوَّع في اللفظ والمعنى، لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظًا واحدًا.

وأصحاب هذا الرأي يرون أن المصاحف العثمانية قد اشتملت على الأحرف السبعة كلها، بمعنى أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من هذه الأحرف، فآية: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} ١. التي تُقرأ بصيغة الجمع وتُقرأ بصيغة الإفراد جاءت في الرسم العثماني {لأَمَنَتِهِمْ} -موصولة وعليها ألف صغيرة- وآية: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} ٢, جاءت في الرسم العثماني {بَعِدْ} - موصولة كذلك وعليها ألف صغيرة، وهكذا..

وهذا لا يسلم لهم في كل وجه من وجوه الاختلاف التي يذكرونها.

كالاختلاف بالزيادة والنقص، في مثل قوله تعالى: {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ} ٣. وقُرِئ: "من تحتها الأنهار" بزيادة "من" وقوله: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} ٤، وقُرِئ: "والذكر والأنثى" بنقص "ما خلق".

والاختلاف بالتقديم والتأخير في مثل قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} ٥, وقُرِئ: "وجاءت سكرت الحق بالموت".. والاختلاف بالإبدال في مثل قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} ٦, وقُرِئ: "وتكون الجبال كالصوف المنفوش".

ولو كانت هذه الأحرف تشتمل عليها المصاحف العثمانية لما كان مصحف عثمان حاسمًا للنزاع في اختلاف القراءات، إنما كان حسم هذا النزاع بجمع الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ولولا هذا لظل


١ المؤمنون: ٨.
٢ سبأ: ١٩.
٣ التوبة: ١٠.
٤ الليل: ٣.
٥ سورة ق: ١٩.
٦ القارعة: ٥.

<<  <   >  >>