للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَبُو القاسم بْن مسلمة بْن أحْمَد [١] القُرْطُبي. كَانَ أستاذًا مُقَدَّمًا فِي علْم الهيئة والهندسة والأرصاد وهذه الصنائع المظلمة، وكان حاذقًا بمعرفة كتاب المجسْطي لبَطْلَيْمُوس، وله تصانيف عديدة فِي العلوم الرياضية، وأنجب لَهُ تلامذةً منهم ابن السَّمْح، وابْن الصّفّار، وابْن خلدون، والكرماني، والزَّهْراوي، وتوفّى في حدود سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

منصور بْن مُحَمَّد بْن منصور [٢] ، أَبُو الْحَسَن البغدادي القزّاز المقرئ.

قرأ القرآن: برواية أَبِي عمْرو، عَلَى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُوسَى بْن مجاهد، وأسنَّ وتفرّد فِي وقته.

قرأ عَلَيْهِ القرآن: أَبُو نصر أحْمَد بْن مسرور الخّباز المقرئ، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، ونصر بْن عَبْد العزيز الشيرازي، وغيرهم.

بقي إلى حدود الأربعمائة.

قَالَ الخطيب: حدّث عَنْ نفْطَوَيْه ونحوه. ثنا عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة.

مُحَمَّد بْن أحْمَد [٣] ، أَبُو الفرج الغسّاني الدمشقي الشاعر المعروف بالوأواء، وليس للشامِيّن في وقته مثله.

روى عنه من شعره: أَبُو الْحَسَن المَيْدَاني، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو منصور يوسف بْن هلال.

قَالَ فِيهِ أبو منصور الثعالبي فِي «اليتيمة» [٤] : وهو من حَسَنَات الشام، وأحد صيّاغة الكلام، ومن عجيب شأنه ما أخبرني أَبُو بَكْر الخُوَارِزْمِي قَالَ:

كَانَ أَبُو الفرج الوأواء مناديا فِي دار بطّيخ بدمشق عَلَى الفواكه، فما زال يشعر، حتى جاد شِعْرُه، وسار، ووقع منه ما يروق، وتفرّق حتى تعلو العيّوق [٥] .


[١] الصلة لابن بشكوال ٢/ ٦٢٣ رقم ١٣٧١.
[٢] تاريخ بغداد ١٣/ ٨٥ رقم ٧٠٦٦.
[٣] فوات الوفيات ٣/ ٢٤٠- ٢٤٥ رقم ٤١٢، الوافي بالوفيات ٢/ ٥٣- ٥٧ رقم ٣٤١، يتيمة الدهر ١/ ٢٣٥- ٢٤٤، الزركشي ٢٥٠، المحمّدون من الشعراء ٥٤، ومقدّمة ديوان الوأواء- بتحقيق الدكتور سامى الدهان- دمشق ١٩٥٠.
[٤] ج ١/ ٢٣٥.
[٥] العيّوق: نجم أحمر مضى في طرف المجرّة الأيمن يتلو الثريّا لا يتقدّمها.