للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل لم تَفُتْه صلاة الصُّبح [١] مع انهماكه على اللهو [٢] . وكان له ثلاثمائة جارية [٣] يخلو كلّ ليلة بواحدة. وخلَّف عِدّة أولاد [٤] .


[١] تاريخ الفارقيّ ١٧١.
[٢] ولقد غنّي بين يديه ذات يوم بأبيات أبي نواس التي أولها يقول:
وهبت النوم للنوّام ... إشفاقا على عمري
وقضيت سواد الليل ... باللذات والخمر
فما يطمع في النوم ... إلّا ساعة السكر
قيل: فطرب لها الأمير وقال: للَّه درّه، فكأنّه غنّى بنا في شعره. (تاريخ الفارقيّ ١٧١، ١٧٢) .
[٣] في مرآة الجنان ٣/ ٧٤: «كان له ثلاثة وستون جارية يخلو في كل ليلة من ليالي السنة بواحدة منهن ثم لا يعود القربة إليها إلّا في تلك الليلة من العام التالي» .
ويقول طالب العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هكذا ورد في المطبوع، وهو وهم، والصحيح: «ثلاثمائة وستون جارية» ، وهذا يوضحه سياق العبارة التالية.
قيل: وكان تزوّج أربع نساء منهم الفضلونية بنت فضلون بن منوجهر صاحب أرّان وأرمينية، والسيدة بنت شرف الدولة والفرجية، وبنت سنحاريب ملك السناسنة التي كانت زوجة أخيه الأمير أبي علي. وكان له ثلاثمائة وستون جارية حظايا. وفيهنّ عمالات، وكان لا تصل نوبة إحداهن في السنة إلا مرة واحدة، وكان في كل ليلة له عروس جديدة. وكان له من المغنّيات والرّقاصات والعمالات وأصحاب سائر الملاهي ما لم يكن لسواه من سائر الملوك والسلاطين.
وكان كلما سمع بجارية مليحة أو مغنّية مليحة نفذ وبالغ في مشتراها، ووزن أضعاف قيمتها.
وكان رسمه أن يجلس يوما للجند، ويوما معهم يأكل ويشرب إلى الليل ويخلو بنفسه، ويجلس يوما لبنيّ عمّه وأولاده وأقاربه وخاصّته فيأكل معهم ويشرب إلى الليل، ثمّ يخرج للمغنيات والرقّاصات وجماعة أصحاب الملاهي إلى بين أيديهم ساعة ثم يتفرقون، ويبقى الأمير في خلوته مع جواريه ويجلس يوما ثالثا وحده على السرير، وليس في المجلس ذكر غيره، وتحضر حظاياه وجواريه ونساؤه وبناته، ويأكلون الطعام ويرقصون ويلعبون بسائر الملاهي طول يومه إلى الليل، ثم تمضي نساؤه وبناته ويجلس ويشرب وجواريه والعمالات بين يديه إلى وقت نومه قريب الصباح، ويخلو بصاحبة النوبة.
قيل: وكان يركب نصر الدولة من غدوة إلى الصيد ويعود ضحوة ويجلس ساعة، ويدخل إليه الوزير ويستأذنه فيما يحتاج إلى إذنه. ثم إنه يجلس على الطعام ويستريح إلى قبل العصر، ويجلس على الطعام والشراب بعد أن يكون قد صلّى الظهر والعصر في وقتهما، ثم يشرب إلى الثلث الأول من الليل. ثم ينفض من عنده وتخرج الجواري والعمالات فيغنّينه ويشرب ويلعب معهنّ إلى الثلث الأخير من الليل وهنّ بين يديه وهو على مسرّته، ثم يقوم إلى الموضع لمنامه، ويأتيه الخادم بصاحبة النوبة فتبيت عنده إلى السحر، ثم يجلس فيدخل الحمّام ويخرج ويصلّي الصبح في وقتها، (تاريخ الفارقيّ ١٦٩- ١٧١) .
[٤] قيل: خلّف عند موته نيّفا وعشرين ولدا ذكورا. وقيل: كان ولد له مقدار نيّف وأربعين ولدا ذكورا، وكان أكبرهم الأمير أبو الحسن الّذي كان بآمد ... وكان خلّف ثلاث بنات.. (تاريخ الفارقيّ ١٧٨، ١٧٩) .