للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باشا" الذي تولى مناصب كبيرة في الدولة العثمانية منها مقام الصدارة العظمى، والاثنان بحسب كلام "العظمة" من أبرز الأعضاء الترك في المحافل الماسونية "مدحت باشا صاحب الدستور العثماني ونامق كامل رائد العثمانيين الشباب" (١).

انتشرت أفكار العثمانيين الجدد أو الشباب أو تركيا الفتاة، وفي عام (١٨٨٩ م) تأسست منظمة طلابية في المدرسة العسكرية الطبية في إستانبول، وكان مؤسسها متأثرًا بالمحافل الإيطالية أُسميت جمعية "الاتحاد العثماني" وسرى تأثيرها إلى مختلف المدارس العليا، ونلاحظ هنا أن النشاط داخل منطقة التعليم الحديث (٢).

وقد كان "أحمد رضا بك" من القريبين لهذه الجمعية، وكان داخل إدارة التعليم حتى وصل إلى منصب مدير إدارة المعارف في منطقة بورصة، سافر إلى باريس وأعلن معارضته من هناك. وقد رأى أصحاب هذه الجمعيات أهمية توحيد نشاطهم تحت مسمى جديد هو "جمعية الاتحاد والترقي"، على أن يكون "أحمد رضا" هو الممثل للجناح المدني، وتغلغلت هذه الجمعية في الجيش والمدنيين، واستطاعت سنة (١٩٠٨ م) بفرض نفسها على السلطان (٣)، ومن تلك المرحلة بدأ حكم "الاتحاديين" إلى سنة (١٩٢٠ م) عندما نُصب "كمال أتاتورك" رئيسًا للجمهورية التركية ليبدأ العهد "الكمالي" من (١٩٢٠ - ١٩٣٨ م) (٤). ويهمنا الآن انقلاب (١٩٠٨ م)؛ لأنه كان نقطة فاصلة اشترك فيها الماسون بفاعلية كبيرة لدرجة أن الحكومة البريطانية آنذاك عدّت أصحاب الانقلاب من الاتحاديين مجموعة من الماسون واليهود الذين شاركوا في مؤامرة لفرض مجموعة من الأفكار على الإمبراطورية (٥)، وذلك أن الأقليات الدينية قد تم إعدادها جيدًا عبر الرعاية الغربية لها وأصبحت ذات قوة تمكنها من العمل بسهولة داخل الأمة المسلمة، وربما كان الشباب العثمانيون الجدد متحمسين للنهوض بالدولة، وربما


(١) انظر: العلمانية من منظور مختلف، د. نذير العظمة ص ٩٦.
(٢) انظر: تاريخ الدولة العثمانية ص ٥٠٣.
(٣) انظر: تاريخ الدولة العثمانية ص ٥٠٣ - ٥٠٤.
(٤) انظر: العرب والأتراك: الانبعاث والتحديث من العثمنة إلى العلمنة، د. سيار الجميل ص ١٠١ - ١١٥.
(٥) انظر: نشوء الشرق الأدنى الحديث. . . .، مالكلولم ص ٢٠٦، وانظر: ص ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>