للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القدر فأنشأ يقول [المتقارب]:

[ف] ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن

خلقت العباد على ما تشاء ... ففي العلم يجري الفتى والمسنّ

على ذا مننت، وهذا خذلت ... وهذا أعنت، وذا لم تعن

فمنهم شقيّ، ومنهم سعيد ... ومنهم قبيح، ومنهم حسن

وقال المزنيّ: دخلت على الشافعيّ في مرضه الذي مات فيه، فقلت: كيف أصبحت؟

قال: أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخواني مفارقا، ولسوء أعمالي ملاقيا، ولكأس المنيّة شاربا. فو الله ما أدري أروحي إلى الجنّة تصير فأهنّيها أو إلى النار فأعزّيها. وأنشد [الطويل]:

إليك إله الخلق أرفع رغبتي ... وإن كنت يا ذا المنّ والجود مجرما

ولمّا قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي نحو عفوك سلّما

تعاظمني ذنبي فلمّا قرنته ... بعفوك ربّي كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منّة وتكرّما

٥ فإن تنتقم منّي فلست بآيس ... ولو دخلت نفسي بجرمي جهنّما

فلولاك لم يغرر بإبليس عابد ... فكيف وقد أغوى صفيّك آدما؟

وإنّي لآتي الذنب أعرف قدره ... وأعلم أنّ الله يعفو ويرحما (١)

وقال المزنيّ: أنشدني الشافعيّ من قيله [الطويل]:

شهدت بأنّ الله لا ربّ غيره ... وأشهد أنّ البعث حقّ وأخلص

وأنّ عرى الإيمان قول مبيّن ... وفعل زكيّ قد يزيد وينقص

وأنّ أبا بكر خليفة ربّه ... وكان أبو حفص على الخير يحرص

وأشهد ربّي أنّ عثمان فاضل ... وأنّ عليّا فضله متخصّص

٥ أئمّة قوم يهتدون بهديهم ... لحا الله من إيّاهم ينتقص (٢)

فما لعداة يشهدون سفاهة ... وما لسفيه لا يحيص ويخرص (٣)

وممّا ينشد للشافعيّ [البسيط]:

كلّ العلوم سوى القرآن مشغلة ... إلّا الحديث وإلّا الفقه والأدب (٤)

[١٦٦ ب]

[وقال- البسيط]:

العلم ما كان فيه: قال: حدّثنا ... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعيّ يقول: اشتريت جارية مرّة. وكنت أحبّها، فقلت لها [الكامل]:

ومن البليّة أن تحب ... ب ولا يحبّك من تحبّه


(١) هكذا في المخطوط، ولا وجه للنصب. وفي البيت السابق: لم يغوى. وعند ياقوت: لم يقدر، ولعلّ الصواب ما أثبتنا.
(٢) في الديوان ٥٤: يهتدي بهداهم.
(٣) خرص بوزن نصر وضرب: كذب. وحاص عن الشيء:
بعد.
(٤) عند السبكي ١/ ١٥٧: وإلّا الفقه في الدين، وعليه يلحق البيت بالبيت الموالي، كما في الديوان ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>