للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقالت لي:

ويصدّ عنك بوجهه ... وتلجّ أنت فلا تغبّه (١)

ويقال إنّ الشافعيّ رحمه الله رأى امرأة فقال [البسيط]:

إنّ النساء شياطين خلقن لنا ... نعوذ بالله من شرّ الشياطين

فقالت:

إنّ النساء رياحين خلقن لكم ... وكلّكم يشتهي شمّ الرياحين

*** وقال المزنيّ: قال لي الشافعيّ: يا [أبا] إبراهيم، العلم جهل عند أهل الجهل، كما أنّ الجهل جهل عند أهل العلم.

ثمّ أنشأ لنفسه [الوافر]:

ومنزلة الفقيه من السفيه ... كمنزلة السفيه من الفقيه

فهذا زاهد في علم هذا ... وهذا فيه أزهد منه فيه (٢)

وقال الربيع بن سليمان: خرجنا مع الشافعيّ من مكّة نريد منى، فلم ينزل واديا ولا يصعد شرفا إلّا وهو يقول [الكامل]:

يا راكبا قف بالمحصّب من منى ... واهتف بقاعد خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضا كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضا حبّ آل محمّد ... فليشهد الثقلان أنّي رافضيّ

وقال الربيع: سئل الشافعيّ عن مسألة فأعجب بنفسه، فأنشأ يقول [المتقارب]:

إذا المشكلات تصيّدنني ... كشفت حقائقها بالنظر

ولست بإمعة في الرجال ... أسائل هذا وذا: ما الخبر؟ (٣)

ولكنّني مدره الأصغري ... ن فتّاح خير وفرّاج شرّ (٤)


(١) أغبّه: جاءه يوما وتركه يوما. والبيتان في الوفيات ٤/ ١٦٧، وفي معجم الأدباء ١٧/ ٣٠٨، وحلية الأولياء ١/ ١٥٣.
(٢) في ترتيب المدارك ٣/ ١٩٢: في قرب هذا.
(٣) الإمّع والإمعة: التابع لكلّ أحد في رأيه (وأصلها: إنّي معك).
(٤) تأتي في اللوحة ١٦٩ ب رواية أخرى لهذه الأبيات، نثبتها هنا:
وقال المزنيّ: حضرت الشافعيّ، وقد سأله سائل عن رجل في فيه تمرة، فحلف بالطلاق أنّه لا يبلعها ولا يرمي بها.
فقال له الشافعيّ: يبلع نصفها ويرمي بنصفها حتّى لا يكون ابتلعها كلّها ولا تلفّظ بها كلّها.
ثمّ أنشأ يقول [المتقارب]:
إذا المشكلات تصدّين لي ... كشفت حقائقها بالنظر
وإن برقت في عيون الأمو ... ر عمياء لا تجتليها الفكر
مبرقعة في عيون الأمور ... وضعت عليها حسام النظر
لسان كشقشقة الأرحب ... يّ أو كاليمان الحسام الذكر
ولست بإمّعة في الرجال ... أسائل هذا وذا ما الخبر
ولكنّني مدره الأصغرين ... أقيس بما قد مضى ما غبر
والأبيات في الديوان ٤٩، وعند ياقوت ١٧/ ٣٠٩ مع اختلاف: كالحسام اليمّاني عوض: كاليمان الحسام، وفي الشطر الأخير: جلّاب خير وفرّاج شرّ. والأرحبيّ في البيت الرابع: الواحد من النجائب الأرحبيّة، وهي-

<<  <  ج: ص:  >  >>