للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتفسير الثاني: لعالم من علماء دمشق المتأخرين وهو: ابن حمزة الدمشقي: محمود بن محمد نَسِيب الحَمْزاوي (ت: ١٣٠٥)، له كتاب اسمه (در الأسرار) طبع منه مجلد، فسر فيه القرآن بالحروف المهملة، إذ لم يذكر حروفًا منقوطة في تفسيره، ولم يُفد من تفسير الهندي شيئًا (١).

وتاريخ علم التفسير حافل طويل، وقد حاول السيوطي (ت: ٩١١) أن يذكر شيئًا من تاريخ التأليف في هذا الجانب وعناية الأمة به في مقدمة حاشيته على تفسير البيضاوي، التي سماها: «نواهد الأبكار وشوارد الأفكار»، والتي رصد في مقدمتها تاريخ التأليف في علم التفسير وعناية العلماء به (٢).

ثم جاء العالم التركي الحاج خليفة (ت: ١٠٦٧) - وهو مشهور بين العرب بحاجي خليفة، ومعروف عند الأتراك بكاتب جلبي - وألف كتابًا سماه: «كشف الظنون»، جمع فيه أسماء الكتب المؤلفة في العلوم الإسلامية والعربية ونبذة عن محتوياتها، وأخذ ما قاله السيوطي (ت: ٩١١) في مقدمة حاشيته على تفسير البيضاوي كاملًا ثم زاد عليه، مع إفادته كذلك من مقدمة تفسير الثعلبي، الذي وصف عددًا من التفاسير وكُتُب غريب القرآن ومُشْكله (٣).

٤ - ومن أهل العلم من صنف في بعض علوم القرآن بصورة مفردة؛ كفضائل القرآن، ومنهم من ألف في الناسخ والمنسوخ، ومنهم من ألف في فنون متعددة كثيرة مفرقة.

٥ - ومنهم من تكلم على مباحث علوم القرآن وأنواعه بشكل مجموع ومنحصر في مكان واحد، أمثال الحارث بن أسد المحاسبي (ت: ٢٤٣) في كتاب سماه: (فَهم القرآن)، ويُشعِر الكتاب مِنْ أول وَهْلة أنه يتكلم على التفسير، أو كيف نفهم القرآن، ولكنه وضعه في أبواب تكلم فيها على أنواع مختلفة من علوم القرآن (٤).


(١) انظر: نموذج من الأعمال الخيرية لمحمد منير آغا: (٣٩٦).
(٢) انظر: مقدمة نواهد الأبكار: (٦٨٢ - ٦٩٣).
(٣) انظر: مقدمة تفسير الثعلبي: (٢٠/ ٦٠)، وكشف الظنون ([(١/ ٤٢٧) - (٢/ ٤٣٢) - (١٤٧٥ - ١٤٨٠)]).
(٤) وهو مطبوع مع كتاب (العقل) للحارث نفسه.

<<  <   >  >>