للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتلا الحارث المحاسبي جماعة من أهل العلم؛ كابن الجوزي (ت: ٥٩٧) في (فنون الأفنان)، والسَّخاوي (ت: ٦٤٣) في (جمال القرَّاء)، والزركشي (ت: ٧٩٤) في (البرهان في علوم القرآن)، والسيوطي (ت: ٩١١) في عدد من كتبه.

ومن أوسع من كتب في أنواع علوم القرآن بشكل مجموع ومنضبط في مكان واحد، أحد علماء مكة في القرن الثاني عشر، وهو ابن عَقِيلة المكي (ت: ١١٥٠)، الذي ألف كتابًا سماه: (الزيادة والإحسان) جمع فيه نحو (١٥٤) نوعًا من أنواع علوم القرآن، أصولها في كتاب السيوطي (ت: ٩١١) (الإتقان)، لكنه فرَّع عليها، وعدَّد وزاد وهذَّب ونَقَّح فيها (١).

٦ - ومن علماء هذه الأمة من اهتم بقراءات القرآن الكريم، وضبط أحكامها وقواعدها في كتب مفردة، وهو جانب عظيم من عناية الأمة في هذا المضمار، وعناية أهل العلم في هذا الجانب يصعب حصرها، وتعسر الإحاطة بها، فهناك كتب عظيمة وكثيرة جدًّا في علم القراءة القراءات تجاوز عددها الآلاف.

ومن أجمع هذه الكتب، وأكثرها حشدًا لذكر قراءات القرآن الكريم كتاب (الكامل) لأبي القاسم يوسف بن جُبارة الهُذَليّ (ت: ٤٦٥) (٢) حوى القراءات العشر المشهورة، وأضاف إليها أربعين قراءة أخرى من قراءات الصحابة ومَن بعدهم.

ولأحد العلماء من مكة وهو: عبد الكريم بن عبد الصمد الطَّبَري، معروف بكنيته: أبي معشر، كتابٌ يقال له (سَوق العروس)، ضمنه مؤلفه (١٥٥٠) رواية وطريقًا، وهو مخطوط (٣)، لكن يَفتقد الجزء الأخير منه، وهو من سورة المطففين إلى آخر الكتاب.


(١) حقق في خمس رسائل جامعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وطبعتها جامعة الشارقة، ومركز تفسير.
(٢) بتحقيق: جمال ابن السيد رفاعي الشايب، مؤسسة سما للنشر والتوزيع.
(٣) انظر: ملحق التراث، جريدة المدينة، العدد (٩٠٤٦)، مقالة لفضيلة الدكتور أيمن سويد بعنوان: (مرة أخرى: جامع أبي معشر ما زال مخطوطًا ولم يحقق).

<<  <   >  >>