للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صيفًا، كقوله: {لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} (١). وقوله: {وَظِلُّهَا} أي: وظلها أيضًا دائم لا تنسخه الشمس ولا يزول أبدًا.

{وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (٣٦) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (٣٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (٣٨)}:

قوله عز وجل: {وَلَا أُشْرِكَ بِهِ} الجمهور على نصبه عطفًا على {أَنْ أَعْبُدَ}، وقرئ: (ولا أشركُ) بالرفع (٢)، وفيه وجهان:

أحدهما: على الاستئناف، كأنه قال: وأنا لا أشرك به.

والثاني: في موضع الحال من المنوي في {أَنْ أَعْبُدَ}، أي: أمرت أن أعبد الله غير مشركٍ.

وقوله: {وَكَذَلِكَ} محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: إنزالًا مثل ذلك الإنزال أنزلناه، أي: كما أنزلنا الكتب على الأنبياء بلسانهم، وكذلك أنزلناه إليك حكمًا عربيًا، وانتصاب قوله: {حُكْمًا} على الحال من الهاء في {أَنْزَلْنَاهُ}، أي: حاكمًا، بمعنى: فاصلًا بين الحق والباطل، أي: ذا حكم، أي: محكمًا. وقيل: {حُكْمًا}: حكمة (٣).

وقوله: {عَرَبِيًّا} أي: بلسان العرب.


(١) سورة الواقعة، الآية: ٣٣.
(٢) رواية أبي خليد عن نافع، وفي المصادر اختلاف في ضبط الراوي. انظر مختصر الشواذ / ٦٧/. والكشاف ٢/ ٢٩٠. والقرطبي ٩/ ٣٢٦. والبحر ٥/ ٣٩٧. وغاية النهاية ١/ ٤٩٨.
(٣) اقتصر الزمخشري ٢/ ٢٩٠ على هذا المعنى الأخير، وقد تقدمت هذه المعاني جميعًا فيما مضى.

<<  <  ج: ص:  >  >>