للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما قتل عنها عمر تزوجها عون بن جعفر.

أخبرنا عبد الوهاب بن علي [بن علي] (١) الأمين، أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أخبرنا الخطيب أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر، أخبركم أبو البركات أحمد بن عبد الواحد ابن الفضل بن نظيف بن عبد اللَّه الفراء، قلت له: أخبركم أبو محمد الحسن بن رشيق؟ فقال: نعم، حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب قال:

لما تأيمت أم كلثوم بنت على من عمر بن الخطاب دخل عليها حسن وحسين أخواها فقالا لها: إنك ممن قد عرفت سيدة نساء المسلمين وبنت سيدتهن، وإنك واللَّه إن أمكنت عليّا من رمّتك (٢) لينكحنّك بعض أيتامه، ولئن أردت أن تصيبى بنفسك مالا عظيما لتصيبنّه.

فو اللَّه ما قاما حتى طلع على يتكئ على عصاه، فجلس فحمد اللَّه وأثنى عليه، وذكر منزلتهم من رسول اللَّه ، وقال: قد عرفتم منزلتكم عندي يا بنى فاطمة، وأثرتكم على سائر ولدى، لمكانكم من رسول اللَّه ، وقرابتكم منه. فقالوا: صدقت، رحمك اللَّه، فجزاك اللَّه عنا خيرا.

فقال: أي بنيّة، إن اللَّه ﷿ قد جعل أمرك بيدك، فأنا أحب أن تجعليه بيدي. فقالت:

أي أبة، إني لامرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء، وأحب أن أصيب مما تصيب النساء من الدنيا، وأنا أريد أن انظر في أمر نفسي. فقال: لا، واللَّه يا بنيّة ما هذا من رأيك، ما هو إلا رأى هذين.

ثم قام فقال: واللَّه لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين. فأخذا بثيابه، فقالا: اجلس يا أبه. فو اللَّه ما على هجرتك (٣) من صبر، اجعلي أمرك بيده. فقالت: قد فعلت. قال: فإنّي قد زوجتك من عون بن جعفر، وإنه لغلام. وبعث لها بأربعة ألف درهم، وأدخلها عليه.

أخرجها أبو عمر (٤).


(١) ما بين القوسين عن المطبوعة، وانظر هذا السند في ترجمة «الحسن بن علي»: ٢/ ١١.
(٢) أي: أمرك.
(٣) أي: هجرك.
(٤) انظر خبر «أم كلثوم بنت على» في طبقات ابن سعد: ٨/ ٣٣٩ - ٣٤١. وعيون الأخبار لابن قتيبة ٤/ ٧١.
والاستيعاب: ٤/ ١٩٥٤ - ١٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>