للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ومن البدع) المنكرة مصافحة النساء الأجنبيات لا سيما إذا كان بغير حائل، غذ لم يثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم صافح امرأة أجنبية (١).

(وإذا) كان النبى صلى الله عليه وسلم - وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو المعصوم بلا نزاع - لم يضع يده فى يد امرأة اجنبية مع عصمته وأمن الفتنة، فكيف بغيره؟

(ومن البدع) انصراف الناس عن العبادة فى هذه الأيام الفاضلة كأنها أيام لهو ولعب وتفريط وإهمال فى الواجبات، وغقبال على المخازى والمخالفات، فقد أطلقوا العنان فيها، وساروا مع النفس والهوى فى سبيل الغىّ والفساد، وعكفوا على أماكن اللهو والزور والضلال، وصاروا يستعدون لذلك قبل العيد بايام، ونسوا أن النبى صلى الله عليه وسلم يجعلها قاصرة على المباحات التى يتقوى بها على الطاعات، بل أخبر أنها مع ذلك ايام يذكر الله تعالى فيها (ولذكر الله أكبر).

(ومن) العوائد الذميمة التكلف فى اتخاذ طعام خاص يوم العيد، والاستعداد له ولو بالتداين وغرهاق النفس كأنه سنة يستن بها (قال) ابن الحاج: والسنة فى عيد الفطر التوسعة فيه على الأهل بأى شئ كان من المأكول، غذ لم يرد الشرع فيه بشئ معلوم. ويجوز أن يتخذ فيه طعاماً معلوماً غذ هو من المباح لكن بشرط عدم التكلف فيه، بشرط ألا يجعل ذلك سنة يستن بها. فمن خالف ذلك فكأنه ارتكب كبيرة. وغذا وصل الأمر إلى هذا الحد ففعل ذلك بدعة، غذ أنه بسبب ذلك ينسب إلى السنة ما ليس منها (٢).


(١) تقدم دليله بهامش ١ صفحة ٣٣٤ فى الكلام على بيعة النساء.
(٢) انظر: ص ٣٣٨ ج ١ المدخل.