للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ومنها) ترك التكبير فى الأوساق والطرق ليلة العيد وحال الذهاب إلى المصلى، وعدم التكبير إلى المصلى من غير الإمام، وتأخير الأكل عن صلاة العيد يوم الفطر وتقديمه عليها يوم الأضحى، وترك الغسل للعيد والتطيب وغيرها مما تقدم بيانه فى بحث " ما يطلب للعيد" (١).

(ومنها) زيادة رفع الصوت بتكبير التشريق عقب الصلاة، زيادة على ما يسمع نفسه ومن يليه وجعله على وتية واحدة وصوت واحد، واختصاص المؤذنين بالتكبير دون غيرهم (واما ما يفعله) بعض المؤذنين من أنه إذا سلم الإمام، كبر المؤذنون على صوت واحد دون غيرهم رافعين أصواتهم بالتكبثير مطولين فيه والناس يستمعون لهم ولا يكبرون، كأن التكبير ما شرع إلا لهم، وإن كبر أحد منهم يمشى على أصواتهم (فذلك) كله بدع محدثة، لأن المشروع إنما هو أن يكبر كل إنسان لنفسه ولا يمشى على صوت غيره. افاده ابن الحاج (٢).

(ومنها) ما اعتاده بعض الناس منزيادة الأولياء والقبور بعد صلاة العيد قبل الرجوع إلى منازلهم.

(ومنها) رجوعهم من طريق الذهاب، فإنه خلاف السنة، فقد تقدم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يذهب فى طريق ويرجع من أخرى. ولم يثبت أنه زار قبراً فى ذهابه او غيابه. وهذا منتلبيس إبليس حيث يلقى لمن يقبل وسوسته حجباً يترك بها السنة ويستعمل غيرها مما يظهر له أنه عبادة وقربة.

وهو فى الواقع محرم أو بدعة. ألا ترى أن السنة فى العيد إسراع الأوبة بعد الصلاة إلى الأهل لذبح الأضحية وفرحهم بذلك. فعوض هم عن ذلك زيادة القبور وزين لهم أنها فى هذا اليوم من الب لأهلها.


(١) تقدم ص ٣٢٢.
(٢) انظر ص ١٤٢ ج ٢ مدخل (التكبير إثر الصلوات أيام العيد).