للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير المفهومة التي يرددها بعض الكهنة في كنائسهم.

إن هذه الفكرة الخبيثة بمثابة خنجر مسموم حاول المستشرقون أن يغمسوه في قلب الإسلام، ولكن الله تبارك وتعالى حمى الشعوب العربية من شرها، فقامت النهضات المباركة التي تبنت نشر العربية الفصحى داخل هذه الشعوب، وسارت مع مسيرة محو الأمية وبث المعارف والعلوم المختلفة، ومهما كنا بحاجة ماسة إلى خطوات أخرى واسعة في هذا المضمار، فإن حالة اللغة أصلح بشكل عام من ذي قبل، وإن كان هناك تدن في الخيرة الممتازة من العلماء المتضلعين بالجوانب المختلفة للغة العربية الفصحى.

ب- وأيد المستشرق الألماني "ولهلْم سبيتا" اللورد "دوفرين" في تقرير وضعه عام (١٨٨٢م) دعا فيه إلى هجر اللغة العربية الفصحى، وإحلال العامية المصرية محلها في مصر، واعتبارها حجر الزواية في بناء منهج الثقافة والتعليم والتربية، وقال في تقريره:

"إن أمل التقدم ضعيف في مصر طالما أن العامة تتعلم اللغة الفصيحة العربية - لغة القرآن - كما هو في الوقت الحاضر".

جـ- ثم تابع الدعوة إلى هذه الفكرة المستشرق الألماني الدكتور "كارْل فولرس" فقد تولى إدارة دار الكتب المصرية خلفاً للدكتور "ولهلْم سبيتا" وحمل بعده لواء الدعوة إلى هجر العربية الفصحى وإلى ضرورة الكتابة بالعامية الدارجة، ووضع كتاباً سماه "اللهجة العربية الحديثة" وجه العرب فيه لاستعمال الحروف اللاتينية لدى كتابة العامية، وحاول أن يدرس فيه قواعدها، ممثلاً بكثير من نصوصها.

أما مقدمة هذا الكتاب فقد تحدث فيها "كارل" عن اللهجات العربية الحديثة وتعددها بتعدد الأقطار التي انتشرت فيها العربية، وتحدث عن وجوب دراستها، لأنها بحسب زعمه لا تمثل حالة انحطاط وتدهور للعربية الفصحى، وإنما هي لهجات قديمة، كان لها تاريخ ونمو

<<  <   >  >>