للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك في قوله: {بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: ٥٣]. وقرَأ سائرُ الناسِ بكسرِها (١)، والمعنى واحدٌ: حرامًا مُحرَّمًا.

وفي قوله عزَّ وجلَّ: {تَشَقَّقُ السَّمَاءُ} [الفرقان: ٢٥] قراءتان؛ بتشديدِ الشِّينِ وتخفيفِها، فقرأ بتشديدِها: الأعرجُ، وأبو جعفرٍ، وشيبةُ، ونافع، وابنُ كثيرٍ، وابنُ مُحيصنٍ، وأهلُ مكَّةَ، وابنُ عامرٍ، والحسنُ، وعيسى بنُ عُمرَ، وسلَّامٌ، ويعقوبُ، وعبدُ الله بنُ يزيدَ، وأبو عمرٍو على اختلافٍ عنه.

وقرأ: {تَشَقَّقُ} بتخفيف الشِّينِ؛ الزهريُّ، وعاصمٌ، والأعمشُ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وابنُ إدريسَ، وطلحةُ بنُ سُليمانَ، وخلفٌ، وأبو عمرٍو، ونعيمُ بنُ ميسرةَ، وعمرُو بنُ ميمونٍ (٢).

وفي قوله: {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} أربعُ قراءات؛ {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ}، (ونَزَّل الملائكةَ)، (ونُنْزِلُ الملائكةَ)، (وأنزَل الملائكةَ).

قرأ بالأولى؛ الأعرجُ، ونافعٌ، والزُّهريُّ، وعاصمٌ والأعمشُ، وعيسى، وحمزةُ، والكسائيُّ، وابنُ إدريسَ، وخلفٌ، والحسنُ، وقتادةُ، وأبو عمرٍو، وعاصمٌ الجَحْدريُّ، وسلَّامٌ، ويعقوبُ، وابنُ عامرٍ، وطلحةُ بنُ سليمانَ (٣).


(١) وقراءة ضم الحاء من الشواذ، ينظر: مختصر شواذ القراءات لابن خالويه، ص ١٠٦، ومعاني القرآن وإعرابه للزجّاج ٤/ ٦٣، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٣/ ٢١.
(٢) والقراءتان في هذا الحرف متواترتان، ينظر: السبعة في القراءات لابن مجاهد ص ٤٦٤، ومعاني القراءات للأزهري ٢/ ٢١٥ - ٢١٦، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات العشر للدمياطي، ص ٤١٧. وقال الفرّاء في قراءة تشديد الشِّين والقاف: أراد تتشقَّق فأُدغم كما قال تعالى: {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى} [الصافات: ٨] ومعناه - فيما ذكروا - تشقُّق السماء عن الغمام الأبيض ثم تنزُّل الملائكة فيه، و"على" و"عن" والياء في هذا الموضع بمعنًى واحدٍ". معاني القرآن ٢/ ٢٦٧.
(٣) وقراءة هذا الحرف {وَنُزِّلَ} على ما لم يُسمَّ فاعله من القراءات المتواترة، ينظر: السبعة في القراءات لابن مجاهد، ص ٤٦٤، ومعاني القراءات للأزهري ٢/ ٢١٦، والنشر في القراءات العشر لابن الجزري ٢/ ٣٣٤. وقال القرطبي في تفسيره ١٣/ ٢٤: "دليلُه: {تَنْزِيلًا} ولو كان على الأول - يعني: نُنْزِل - لقالَ: إنزالًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>