للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْجابُ بنُ الحارث، قال: أخبَرنا عليُّ بنُ مُسهر، عن محمدِ بنِ عبدِ الرّحمن بنِ أبي ليلى، عن عطاءِ بنِ أبي رَبَاح، عن جابرِ بنِ عبدِ الله، قال: أخبَرني عبدُ الرّحمن بنُ عوف، قال: أخَذ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي، فانطلَق بي إلى النَّخْلِ الذي فيه ابنُه إبراهيم، فوجَده يجودُ بنفسِه، فأخَذَهُ فوضَعه في حَجْرِه، ثم قال: "يا إبراهيمُ، ما نَمْلِكُ لك من الله شيئًا". وذرَفت عيناهُ، قلت: تبكي يا رسولَ الله؟ أو لم تَنْهَ عن البكاء؟ قال: "ما نَهَيْتُ عنه، ولكنِّي نَهَيتُ عن صَوْتَينِ أحْمَقَيْن فاجِرَين: صوتٍ عند نغمةِ لَهْوٍ ولعبٍ ومزامير شيطان، وصوتٍ عند مُصيبة؛ خَمْشِ وُجوه، وشَقِّ جُيوب، ورَنّةِ الشيطان، وهذه رحمةٌ، ومَن لا يَرحَمُ لا يُرحَمُ، يا إبراهيمُ، لولا أنه أمرُ حقٍّ ووعْدُ صِدْق، وأنها سبيلٌ مأتيّةٌ، وأنَّ آخِرَنا سيَلحَقُ بأوّلِنا لحَزِنّا عليكَ حُزْنًا أشدَّ من هذا، وإنّا بك لمَحْزونُونَ، تدمعُ العينُ، ويحزَنُ القلْبُ، ولا نقولُ ما يُسخِطُ الرّبَّ" (١).


= والحاكم في المستدرك ٤/ ٤٠ من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وإسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيفٌ يعتبر بحديثه كما هو مبيَّنٌ في تحرير التقريب (٦٠٨١) وقد اضطرب في إسناده، فتارةً يُروى، عنه، عن عطاء، عن ابن عمر، ويُروى عنه، عن عطاء، عن عبد الرحمن بن عوف، وتارةً أخرى عنه، عن عطاء، عن جابر، عن عبد الرحمن بن عوف، ورُويَ عنه، عن عطاء، عن جابر، عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال الدارقطني في علله ١٢/ ٤٤٧ (٢٨٨٧): "والاضطراب من ابن أبي ليلى". ولهذه العلة قال الترمذي: هذا حديث حسن.
(١) جاء بعد هذا في الأصل:
"أنشد أبو عمر رحمه الله يصف هذا الديوان:
سميرُ فؤادي مذْ ثلاثون حِجّةً ... وصيقلُ ذِهْني والمفرِّجُ عن همِّي
بسَطْتُ لكم فيه كلامَ نبيِّكم ... بما في معانيهِ من الفقهِ والعلمِ
وفيه من الآدابِ ما يُهْتَدَى به ... إلى البرِّ والتقوى ويُنأى عن الظُّلْمِ"
وقد وردت هذه الأبيات في آخر الكتاب في النسخ الأخرى، وموضعها هناك أليق.

<<  <  ج: ص:  >  >>