للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي المتظاهر بالشبع، والمراد أن المتحلي بما ليس له كمن لبس ثوبين من الزور فارتدى بأحدهما وتأزر بالآخر. (١) .

والمتأمل في واقع الحياة الاجتماعية يسترعي انتباهه ممارسات وصور متكلفة في كثير من المجتمعات.

فهذا يتكلف في بناء قصر كبير وجميل، قد تصل نفقات بنائه وتأثيثه مليوني ريال.

وإذا سألت عن حاله المادية وجدته من عداد متوسطي الحال، أو المساكين.

أما كيف بنى وأثث؟ فلا تسأل عن ذلك فقد يكون عن طريق الاستدانة أو المسألة، وربما كان ذلك عن طريق الكسب غير المشروع.

وذا آخر يقيم فرحا من الأفراح في أفخر الفنادق أو الصالات، بما يكلفه مائة ألف ريال ويتكلف في إبراز مظاهر التبذير بصورة تدعو للأسف، بل قل إلى استفزاز أهل العسرة وأهل الغيرة.

وإذا ما سألت عن حال هذا الإنسان، وجدته من أصحاب الدخول الصغيرة الذين لا يسدون عوزهم إلا بصعوبة.

وهذا شخص ثالث مغرم بالأسفار والسياحة خارج بلاده، مهما كلفته من مادة.

فقد يسافر بعائلته إلى بلاد أوربا ويجول فيها ويصول هو وعائلته، فلا يدع معلما إلا زاره، ولا متنزهاً إلا دخله، ولا مكان لهو إلا عرج عليه، ولا سوقا كبيرا إلا جال فيه.

والمحصلة النهائية: تبذير للمال بلا حدود، وتضييع للوقت والعمر، وتفريط بالأخلاق والدين.

وشخص رابع يتظاهر بأنه نسيج وحده، وفريد عصره، سليل الأماجد،


(١) ينظر: فيض القدير ٦ / ٣٢٠.

<<  <   >  >>