للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووريث الأثرياء، يتقمص شخصية العظماء ويحاكي سير المترفين فهو يمشي على الأرض مرحا ويتبجح بمال أبيه أو مورثه فرحا.

فقد تفتحت عيناه على ثروة ثرة، لم يبذل في سبيل الحصول عليها جهدا ولم يفكر في حقوق المال وحقوق أهل الفاقة، حتى جعل - كما يقول أحد الكتاب (١) -: " كل همه إشباع رغبته في الاستمتاع بالحياة وتعويض الماضي وتأمين المستقبل، ومن ثم فإنه أسقط المجتمع من إدراكه ولم يلق له بالا ".

وشخص خامس يتكلف محاكاة الأغنياء بأسلوب أقرب ما يكون إلى التمثيل، لا يعرف الجد ولا يتحمل النصب غاية جهده التقليد ومركبه التمني ليس إلا:

والأماني حلم في يقظة ... والمنايا يقظة من حلم

كما يقول أحمد شوقي.

ومن النماذج الحية لهذا الصنف ما يحكيه أحد الكتاب: (٢) .

" أن رجلا شوهد يعبر ميداناً مزدحما وهو يتحدث في تليفون محمول وبسبب انهماكه في الحديث صدمته سيارة ونقل إلى المستشفى في حالة خطيرة، واتضح أثناء التحقيق أن التليفون المحمول الذي كان سبباً في الحادث من نوع لعب الأطفال، وأن حامله كان يتظاهر بالأهمية، ويبدو أنه انهمك في تمثيل دور الرجل المهم حتى دهمه خطر الطريق ".

وأخيراً وليس آخراً، فثمة شخص آخر يتكلف في هيئته ومظهره، في لباسه وشعره، بل وفي بشرته.

فكل يوم تطلع فيه الشمس يجلس أمام المرآة طويلاً للقيام بعملية (ماكياج) مضنية، تشمل الثوب والبدن.


(١) هو الأستاذ فهمي هويدي - انظر: المال والترف والوقف، موضوع غلاف مجلة المجتمع، العدد ١٢٧٦ - ١٨ رجب ١٤١٨ هـ، ص٢١.
(٢) هو الأستاذ أحمد بهجت. انظر: المال والترف والوقف، مجلة المجتمع العدد ١٢٧٦ ص ٢١، مرجع سابق.

<<  <   >  >>