للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٨٠هـ= ٨٩٣م)، وثورة «حمدان بن حمدون» - رأس الأسرة الحمدانية -

بالموصل، واستولى على قلعة «ماردين» التى كان يتحصن بها سنة

(٢٨١هـ= ٨٩٤م)، كما قضى على ثورة الخوارج فى «الموصل» بزعامة

«هارون بن عبدالله الشارى» الذى وقع فى الأسر، وأمر «المعتضد»

بضرب عنقه سنة (٢٨٣هـ=٨٩٦م)، ومن أخطر الحركات التى شهدها

عصر «المعتضد»:

- حركة القرامطة:

وترجع بداية هذه الحركة إلى عام (٢٧٨هـ= ٨٩١م) قبل تولِّى

«المعتضد» الخلافة بعام، حين قدم إلى «الكوفة» رجل اسمه

«حمدان» ولقبه «قَرْمَط»، تظاهر بالعبادة والتقشف والدعوة إلى إمام

من آل البيت، فلقيت دعوته صدى كبيرًا عند أنصار آل البيت، وحين

خمدت سيطرته الروحية عليهم أخذ يبث فيهم أفكارًا غريبة عن

الإسلام، منها: الشهادة بأن «أحمد بن محمد بن الحنفية» رسول الله،

وأن القبلة إلى بيت المقدس، وأن النبيذ حرام والخمر حلال، وغير ذلك

من الأفكار الشاذة.

وقد اشتد خطر هذه الحركة بعد ظهور زعيمها «أبى سعيد الجنَّابى»

فى «البحرين» سنة (٢٨٦هـ= ٨٩٩م)؛ حيث استطاع بسط سلطانه على

«البحرين» و «هجر»، وكسب أنصارٍ كثيرين له فى المناطق التى

ينتشر فيها التشيع.

وقد تحولت «البحرين» إلى مركز رئيسى للقرامطة، خرجت منه

حملاتهم الحربية فى اتجاه «العراق» و «الحجاز» و «الشام»؛ لنشر

أفكارهم الهدامة التى تهدف إلى هدم كيان المجتمع الإسلامى،

وبسط نفوذهم بواسطة خداع العامة بمبادئ وشعارات براقة،

كالعدالة والمساواة والبساطة، ومساعدة الآخرين، ولم تدرك الخلافة

العباسية مدى الخطورة التى تنطوى عليها هذه الحركة، ووجهت

جهودها الحربية إلى حركات أخرى تبدو أكثر منها خطورة، مثل

الحركة الصفارية والطولونية وغيرهما، ومن هنا لم تظفر هذه الحركة

من الخليفة «المعتضد» - الذى عاصر بدايتها الأولى - بما تستحقه من

اهتمام.

انتقال عاصمة الخلافة إلى بغداد:

ظلت مدينة «سامراء» أو «سر من رأى» عاصمة الخلافة العباسية منذ

<<  <  ج: ص:  >  >>