للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أسهم أمراء «بنى حمدان» وفى مقدمتهم «سيف الدولة

الحمدانى» فى صد غارات الروم (البيزنطيين) عن مناطق الثغور

الإسلامية، وفى رعاية الحركة العلمية والأدبية التى بلغت فى عهدهم

مركزًا مرموقًا.

وفاة المقتدر بالله:

ساءت العلاقة بين «المقتدر بالله» وخادمه «مؤنس الخادم»؛ مما أدى

إلى مقتله على يد أنصار «مؤنس» فى أواخر شوال سنة (٣٢٠هـ=

٩٣٢م)، بعد أن ظل فى الحكم خمسًا وعشرين سنة، هى أطول مدة

يقضيها خليفة عباسى فى الحكم حتى عصره.

ورغم تدهور أحوال البلاد السياسية فى عهد «المقتدر» فإن الحياة

العلمية قد شهدت ازدهارًا ملحوظًا فى هذا العصر. وبمقتل «المقتدر»

دخل عصر نفوذ الأتراك مراحله الأخيرة.

(١٠) القاهر بالله أبو منصور محمد بن المعتضد:

تولى الخلافة فى شوال سنة (٣٢٠هـ= ٩٣٢م)، عقب مقتل «المقتدر»،

وعمره ثلاث وثلاثون سنة.

وقد اتصف «القاهر» بالغلظة وقلة التثبت، ورغم أنه نجح فى التخلص

من «مؤنس الخادم»، صاحب النفوذ الأكبر فى عهد «المقتدر»، ومن

غيره من أعيان الدولة فإن سوء سياسته كان سببًا فى تدبير

الانقلاب عليه والإطاحة به.

وقد لعب الوزير المشهور «أبو على بن مقلة» الدور الأساسى فى

خلع «القاهر» والتنكيل به، لخوفه منه واعتقاده أنه كان يدبر للقضاء

عليه، فهاجم أعوانه الخليفة «القاهر» فى دار الخلافة وقبضوا عليه

وسملوا عينيه وعذبوه وأعلنوا خلعه فى الثالث من جمادى الأولى

سنة (٣٢٢هـ= ٩٣٤م).

ولعل من أبرز التطورات السياسية التى شهدها عهد «القاهر» - رغم

قصره - ظهور النفوذ البويهى فى بلاد فارس سنة (٣٢١هـ= ٩٣٣م)،

وكان ذلك مقدمة لامتداد نفوذهم إلى «العراق» وسيطرتهم على

مقاليد الأمور هناك فى سنة (٣٣٤هـ= ٩٤٥م)، لتبدأ مرحلة جديدة فى

تاريخ الخلافة العباسية فى عصرها الثانى، كما سنبين بعد قليل.

(١١) الراضى بالله أبو العباس محمد بن المقتدر:

بايع الجند «الراضى بالله» فى السادس من جمادى الأولى سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>