للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحاكم.

ولحديث: جمع النبى صلّى الله عليه وسلّم أهل بيته وألقى عليهم كساءه ورفع يديه وقال: «اللهم هؤلاء أهلى ... » (١) الحديث.

وقال الخطابى: من الأدب أن تكون اليدان حال رفعهما مكشوفتين.

وروى أبو سليمان (٢) الدارانى [قال] (٣): كنت ليلة باردة فى المحراب، فأقلنى البرد، فخبأت إحدى يدى من البرد- يعنى: فى الدعاء- وبقيت الأخرى ممدودة، فغلبتنى عينى، فإذا تلك اليد المكشوفة قد سورت من الجنة، فهتف بى هاتف: قد وضعنا فى هذه ما أصابها، ولو كانت الأخرى مكشوفة لوضعنا فيها. قال: فآليت على نفسى ألا أدعو

إلا ويداى خارجتان حرّا وبردا.

ومنها: الجثو على الركب والمبالغة فى الخضوع لله عز وجل والخشوع بين يديه، لحديث سعد: أن قوما شكوا إلى النبى صلّى الله عليه وسلّم قحوط المطر فقال: «اجثوا على الركب ثم قولوا: يا رب يا رب» قال: ففعلوا؛ فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم (٤). رواه أبو عوانة فى «صحيحه».

وأما ما أورده (٥) ابن الجوزى «أن النبى صلّى الله عليه وسلّم [كان] (٦) إذا ختم دعا قائما» ففى سنده الحارث بن شرع، قال يحيى بن معين: ليس بشىء، وتكلم فيه النسائى وغيره.

وقال أبو الفتح الأزدى: إنما تكلموا فيه حسدا، ويقويه أن الإمام أحمد أمر ابن زياد أن يدعو بدعاء الختم وهو ساجد. وكان عبد الله بن المبارك يعجبه أن يفعل كذلك، وهو حسن؛ فقد روى عنه صلّى الله عليه وسلّم «أقرب ما يكون العبد [من ربه] (٧) وهو ساجد» (٨)؛ ومن نظر إلى


(١) أخرجه مسلم (٤/ ١٨٧١) كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل على بن أبى طالب رضى الله عنه (٣٢/ ٣٤٠٤) وأحمد (١/ ١٨٥) وابن أبى عاصم فى السنة (١٣٣٥، ١٣٣٦، ١٣٣٨) والترمذى (٦/ ٨٦، ٨٧) كتاب المناقب (٣٧٢٤) والبزار فى البحر الزخار (١١٢٠) والنسائى فى الخصائص (١١، ٥٤) وابن حبان (٦٩٢٦) والطبرانى (٣٢٨) والحاكم (٣/ ١٠٨، ١٠٩، ١٤٧، ١٥٠) والبيهقى (٧/ ٦٣) والخطيب فى تلخيص المتشابه (٢/ ٦٤٤) عن سعد بن أبى وقاص.
(٢) فى م، ص: عن أبى سلمان.
(٣) سقط فى م، ص.
(٤) أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير (٦/ ٤٥٧) من حديث سعد بن مالك وقال: فى إسناده نظر، وذكره الهيثمى فى المجمع (٢/ ٢١٧) وعزاه للبزار والطبرانى.
(٥) فى م، ص: رواه.
(٦) سقط فى ز.
(٧) زيادة من م، ص.
(٨) أخرجه مسلم (١/ ٣٥٠) كتاب الصلاة باب ما يقال فى الركوع والسجود (٢١٥/ ٤٨٢) وأحمد (٢/ ٤٢١) وأبو داود (١/ ٢٩٤) كتاب الصلاة باب فى الدعاء فى الركوع والسجود (٨٧٥) والنسائى فى الكبرى (١/ ٢٤٢) كتاب التطبيق باب أقرب ما يكون العبد من الله جل ثناؤه. عن أبى هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>