للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعاء الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- عرف كيف يسأل الله، عز وجل.

ومنها: ألا يتكلف السجع (١) فى الدعاء؛ [لما فى البخارى عن ابن عباس- رضى الله عنه-: «وانظر إلى السجع فى الدعاء] (٢) فاجتنبه؛ فإنى شهدت أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يفعلون إلا ذلك» (٣).

قال الغزالى: المراد [السجع المتكلف فى الكلام] (٤)؛ لأن ذلك لا يلائم الضراعة والذلة، وإلا ففى الأدعية المأثورة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلمات متوازنة (٥) غير متكلفة.

ومنها: الثناء على الله تعالى- عز وجل- أولا وآخرا، وكذلك الصلاة على النبى صلّى الله عليه وسلّم، لما أخبر الله تعالى عن إبراهيم- عليه السلام-: ربّنآ إنّك تعلم ما نخفى وما نعلن ...

الآية [إبراهيم: ٣٨] وعن يوسف-: عليه السلام- ربّ قد ءاتيتنى من الملك ... الآية [يوسف: ١٠١]؛ وللحديث القدسى «قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين فنصفها لى ونصفها لعبدى ولعبدى ما سأل ... » (٦) الحديث.

وفى مسلم أن النبى صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: «اللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شىء بعد اللهم طهرنى ... » (٧) الحديث.


(١) فى م، ص: بسجع.
(٢) ما بين المعقوفين سقط فى د.
(٣) أخرجه البخارى (١٢/ ٤٢٤) كتاب الدعوات باب ما يكره من السجع فى الدعاء (٦٣٣٧).
(٤) فى م، ص: من السجع الكلام المكلف من الكلام.
(٥) فى د، ز: متواترة.
(٦) أخرجه مالك (١/ ٨٤) كتاب: الصلاة، باب: القراءة خلف الإمام، الحديث (٣٩)، وأحمد (٢/ ٢٨٥)، ومسلم (١/ ٢٩٧) كتاب: الصلاة، باب: وجوب قراءة الفاتحة، الحديث (٣٨/ ٣٩٥)، وأبو داود (١/ ٥١٢ - ٥١٣ - ٥١٤) كتاب: الصلاة، باب: من ترك قراءة الفاتحة، الحديث (٨٢١)، والترمذى (٢/ ٢٥) كتاب: الصلاة، باب: لا صلاة إلا بالفاتحة، الحديث (٢٤٧)، والنسائى (٢/ ١٣٥ - ١٣٦) كتاب: الصلاة، باب: ترك قراءة البسملة فى الفاتحة، والبخارى فى «جزء الفاتحة» ص (٤)، وابن ماجه (٢/ ١٢٤٣) كتاب: الأدب، باب: ثواب القرآن، حديث (٣٧٨٤)، والدارقطنى (١/ ٣١٢) وابن خزيمة (١/ ٢٥٣)، والبيهقى (٢/ ٣٩ عن أبى هريرة.
ولفظ مالك عن أبى السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبى هريرة، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهى خداج، هى خداج هى خداج غير تمام» قال: فقلت: يا أبا هريرة إنى أحيانا أكون وراء الإمام، قال: فغمز ذراعى، ثم قال: اقرأ بها فى نفسك يا فارسى فإنى سمعت رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم يقول: «قال الله تبارك وتعالى: قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين، فنصفها لى، ونصفها لعبدى، ولعبدى ما سأل، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اقرءوا، يقول العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله تعالى: حمدنى عبدى .... ». الحديث.)
(٧) ومنها حديث على أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قام إلى الصلاة قال: «وجهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفا ... » الحديث، وإذا ركع قال: «اللهم لك ركعت وبك آمنت، ولك أسلمت خشع لك سمعى، وبصرى، ومخى وعظمى، وعصبى».

<<  <  ج: ص:  >  >>