للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظنّت الرسل أن أتباعهم قد كذّبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك» (١).

وكذلك ضعّف هذا القول أئمة التفسير؛ لأجل مخالفته لعظم مقام النبوة، ونسبة ما لا يليق إلى الرسل.

قال الطبري - بعد أن ساق الأسانيد إلى ابن عباس وغيره بهذا القول -:

وقول غيره من أهل التأويل أولى عندي بالصواب، وخلافه من القول أشبه بصفات الأنبياء والرسل، إن جاز أن يرتابوا بوعد الله إياهم، ويشكوا في حقيقة خبره مع معاينتهم من حجج الله وأدلته ما لا يعاينه المرسل إليهم، فيعذروا في ذلك أن المرسل إليهم الأولى في ذلك منهم بالعذر. اهـ‍ (٢).

وقال الكرماني - بعد أن ذكر هذا القول من عجائب التفسير -: وهذا بعيد لا يعتقد مثله في الأنبياء والمرسلين. اهـ‍ (٣).

وسبق نقل كلام ابن عطية في ردّه لهذا القول؛ لأجل العصمة (٤).

وصدّر القرطبي تفسير هذه الآية بقوله: هذه الآية فيها تنزيه الأنبياء وعصمتهم عما لا يليق بهم، وهذا باب عظيم، وخطره جسيم ينبغي الوقوف عليه … اهـ‍ (٥).

وقال الألوسي - بعد أن ساق توجيه بعض العلماء لقول ابن عباس هذا -: … وأنت تعلم أن الأوفق بتعظيم الرسل، والأبعد عن الحوم حول حمى ما لا يليق بهم، القول بنسبة الظن إلى غيرهم - صلى الله عليهم وسلم - والله - تعالى - أعلم (٦). اهـ‍ (٧).


(١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، تفسيرسورة يوسف، حَتّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ. انظر الصحيح مع الفتح (١٧/ ٢٨)، وأخرجه الطبري في تفسيره (١٣/ ٨٦ - ٨٧).
(٢) جامع البيان (١٣/ ٨٦).
(٣) غرائب التفسير وعجائب التأويل (١/ ٥٥٦).
(٤) المحرر الوجيز (٩/ ٣٩٤).
(٥) الجامع لأحكام القرآن (٩/ ٢٧٥).
(٦) روح المعاني (١٣/ ٧٢).
(٧) كان هذا المثال من نوع تقديم الأولى بتفسيرالآية، لوجاهة توجيه بعض العلماء لهذا القول وأنه لا يقتضي طعنا في العصمة، ولا قدحا في الرسالة؛ لصحة الدلائل على هذا التوجيه؛ ولصحة الرواية -

<<  <  ج: ص:  >  >>