للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَسَائِر أخواتها، وَهُوَ يجْرِي مجْرى (صَار) و (طفق) فَلَا يتَعَدَّى نَحْو (جعل زيد يفعل كَذَا) أَي: أقبل وَأخذ وَشرع وتلبس

وَمعنى {مَا جعل الله} : مَا شرع وَمَا وضع

وَلذَلِك تعدى إِلَى مفعول وَاحِد وَهُوَ الْبحيرَة

وَيجْرِي مجْرى (أوجد) فيتعدى إِلَى وَاحِد أَيْضا نَحْو: {وَجعل الظُّلُمَات والنور}

وَيكون بِمَعْنى إِيجَاد شَيْء من شَيْء وتكوينه مِنْهُ نَحْو: {جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا}

وَبِمَعْنى تصيير الشَّيْء على حَالَة دون حَالَة، فيتعدى إِلَى اثْنَيْنِ نَحْو: {جعل لكم الأَرْض فراشا} والتصيير يكون بِالْفِعْلِ نَحْو: (جعلت الْفضة خَاتمًا) وبالقول غير مُسْتَند إِلَى وثوقه نَحْو: (جعلت زيدا أَمِيرا) ؛ وبالعقد نَحْو: (جعلت زيدا قَائِما) وَهُوَ اعْتِقَاد كَون الشَّيْء على صفة اعتقادا غير مُطَابق للْوَاقِع

وَيكون الْجعل بِمَعْنى الحكم بالشَّيْء على الشَّيْء حَقًا كَانَ نَحْو: {جاعلوه من الْمُرْسلين}

أَو بَاطِلا نَحْو: {الَّذين جعلُوا الْقُرْآن عضين}

وَبِمَعْنى بعث نَحْو: {وَجَعَلنَا مَعَه أَخَاهُ هَارُون وزيرا}

وَبِمَعْنى قَالَ نَحْو: {وَجعلُوا لله أندادا}

وَبِمَعْنى تبين نَحْو: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبيا} و {جعلنَا لكل نَبِي عدوا} وَقَالَ الشَّاعِر:

(جعلنَا لَهُم نهج الطَّرِيق فَأَصْبحُوا ... على ثَبت من أَمرهم حَيْثُ يمموا)

وَبِمَعْنى التَّسْمِيَة نَحْو: {وَجعلُوا الْمَلَائِكَة الَّذين هم عباد الرَّحْمَن إِنَاثًا}

و (جعلت زيدا أَخَاك) : نسبته إِلَيْك

و (جعل لَهُ كَذَا على كَذَا) : شارطه بِهِ عَلَيْهِ

وَلَا يُقَال: (جعل كَذَا إِلَيْهِ) إِلَّا بتضمين معنى الضَّم

وَجعل الشَّيْء جعلا: وَضعه

و [جعل] بعضه فَوق بعض: أَلْقَاهُ

والجعل: بِالضَّمِّ: أَعم من الْأجر وَالثَّوَاب

والجعل لَا يسْتَعْمل لابتداء الْفِعْل وإنشائه، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَجَعَلنَا اللَّيْل وَالنَّهَار}

وَلِهَذَا قَالُوا: إِذا قَالَت الْمَرْأَة: (جعلت نَفسِي لَك بِكَذَا) وَقبل كَانَ نِكَاحا إِذا كَانَ بِحَضْرَة الشُّهُود، بِخِلَاف الْإِجَازَة، فَإِنَّهَا تسْتَعْمل لتنفيذ مَا تقدم

الْجِهَة: هِيَ والحيز متلازمان فِي الْوُجُود، لِأَن كلا مِنْهُمَا مقصد للمتحرك الأيني، إِلَّا أَن الحيز مقصد للمتحرك بالحصول فِيهِ، والجهة مقصد لَهُ بالوصول إِلَيْهَا والقرب مِنْهَا فالجهة مُنْتَهى الْحَرَكَة، لَا مَا يَصح فِيهِ الْحَرَكَة، وَلِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا مقصد الْإِشَارَة الحسية، فَمَا يكون مُخْتَصًّا بِجِهَة يكون مُخْتَصًّا بحيز

والجهة قِسْمَانِ:

<<  <   >  >>