للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كل ذلك لا ريب فيه. ولكن كل تقدم لا يشتري إلا بثمن مجهودات كبار. ويعوزه شيء من التضحية. حتى تجتني منه الفائدة المطلوبة. وليس يكفي تركيا البحارة المهرة. والجند الأنجاد الشجعان. بل يجب أن يكون لها كذلك. مجتمع يستطيع أن يسير في نهج واحد مع مجتمعات الأمم الأخرى، وبدون ذلك لا تستطيع تركيا آخر الدهر. أن ترفع ذلك الحاجز الذي يحول بينها وبين أمم الغرب.

ولنعد إلى معرض الشفقة. فقد كانت سيداته على جمال رائع وتودد جذاب. وقد قال لي يوماً القائد عزيز بك بهاته النساء يعرف الإنسان الأمة. وبهن يستطيع الحكم عليها ونحن برؤيتنا النساء التركيات. لا نستطيع إلا أن نقدر تركيا حق قدرها - انتهى تعليق الكاتب.

مأساة أخرى في البحر

غرق إمبراطورة أيرلندا

لا تزال قصيدة الشارع بيرون في روعة الأوقيانوس وعظمته وأخطاره. حقيقة إلى يومنا هذا. وإن كثرت المخترعات وتعددت المبتدعات. وأنشئت السفن الضخمة. وجاءت التيتانك وتولت. واهتمت غرف التجارة في إنجلترا وغيرها بحوادث الغرق. واخترعت أحزمة الحياة. وأنطقة النجاة. وسنت البنود الشديدة لمعاقبة قواد السفن الغريقة وملاحيها. وأدخلت المواعد الصارمة على قوانين الملاحة ومعاهداتها. فلا يزال للأوقيانوس. كما يقول بيرون سلطانه، وإذا اصطلحت أمواجه. وأجيال ثلوجه على سفينة وإن كبرت. فلا عاصم لها منه ولا نجاة لها من شره.

ذهبت التيتانك. وهي في أول عهدها بالبحر. فراغ العالم غرقها. واستشهد فيها خلق كثير من ملوك المال. وملكات الجمال. وأرباب القلم. وغيرهم من مختلف الطبقات. فضاعت في اليم ثروة عظيمة. وغرقت أرواح كثيرة. ثم قامت على أثر تلك الكارثة العظمى ضجة كبرى يراد بها تحذير القوم بناء السفن العظيمة. ولكن لم يجد التحذير نفعاً. فإن هناك اليوم آلات سفن أضخم من تلك وأعظم. حمولة كل منها خمسون ألف طن. ولا يزالون ينشئون غيرها وهم يؤملون الآن أن تحسب غرفة التجارة حساباً للصعوبات التي لاقتها سفينة الإمبراطور والمشقات التي عانتها سفينة فوترلاند حتى كادت تروح مطعماً للحيتان في طريقها إلى نيويورك وعودها منها. وهما من السفن الثلاث الكبرى الموجودة اليوم. وهم