للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ينصحون بالإمساك عن تشييد غيرهما من ضخم السفائن. لأن راحة المسافرين لا تزداد بالسفر على ظهورها ولا يجد المسافرون في ركوبها إلا قسطاً من الرفاهية لا حاجة بهم إليه. ولا يرونه من الضرورة في شيء بينا الخطر يتفاقم كلما كبر حجم السفينة وازداد.

وقد حدث في الأوقيانوس الأطلانطي مأساة أخرى. هي في هولها وجلالها لا تقل عن كارثة التيتانك ولا فولترنو أو غيرهما. وكيف وقد ذهبت فيها نفوس لا تقل عددها عن عدد غرقى التيتانيك. وذلك أنه في ليلة الثامن والعشرين من مايو المنصرم. عند قم نهر سانت لورانس. أعظم أنهار كندا. خرجت سفينة من أجمل سفن شركة الكنديان باسبيك وهي تلك المسماة إمبراطورة أيرلندا. من ثغر كويبك من الثغور الشرقية لكندا. تريد العودة إلى إنجلترا. فأراد القدر إلا أن تصدم بقارب فحم من قوارب النرويج يسمى (ستورستاد) وذلك حوال الساعة الثانية إلا ربعاً بعد منتصف الليل. وعلى أثر اصطدامها هوت إلى قاع البحر بأصحابها. فغرق منهم أكثر من ألف نسمة.

وقعت هذه المأساة على مسافة قريبة من الشاطئ على بعد خمسة أميال أو ستة. إزاء قرية هناك تدعى (رموسكي) لا يزيد عدد سكانها عن ٣٩٠٠ نفس. واقعة على الشاطئ الجنوبي لمدخل نهر سانت لورانس. فلما بلغ نبأ كارثتها السفن المجاورة. هرعت سفينتان إلى نجدتها فلم تجد للإمبراطورة أثراً. وإذا بأمبراطورة أيرلندا الجميلة قد ابتلعها الأقيانوس في بضع دقائق فهوت إلى أعماقه بأكثر أهلها. ولم تستطيع السفينتان أن تنقذ في أثناء ذاك الموقف الجليل. إلا أولئك الذين قدر لهم أن يسرعوا إلى النزول في قوارب وزوارق كانت في رفقة الإمبراطورة. وأولئك الذين سبحوا فوق أديم الماء. وكان البحر لحسن حظهم هادئاًَ ساعتئذ ساكناً. ولكن كان الماء صقيعاً متجمداً. فكان مجموع من أنقذتا ثلاثة وأربعمائة شخص. كلهم في حال رهيبة مخزنة. قد فقدوا متاعهم وسلبوا كل شيء كان في حوزتهم فيهم الجريح والمرضوض. والمخلوط من الرعب والممرور.

أما ستورسناد القارب النرويجي المشؤوم فبعد أن بقر بمقدمة بطين الإمبراطورة استطاع النجاة والفرار من الغرق. فأنزل إلى اليمن زوارقه فنجى من نجى من غرقى الإمبراطورة ومن ثم نفذ في البحر سرباً يريد ثغر مونتريال.

وأن تفاصيل الكارثة التي قصها القبطان (كاندال) ربان إمبراطورة أيرلندا. وقد كان بين