للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاء الخادم فتلقى الأمر بدعوة السيدة إلى الدخول وهنا خطا هوراس يريد الخروج من الباب الثاني، فدلفت إليه السيدة قائلة إنك لن تذهب الآن ولا ريب؟.

فأجابها بشيء من الخشونة إني لا أرى فائدة من بقائي!.

فقالت اللادي جانيت، إذا كان ذلك فلتبق لأني أود بقاءك!. .

قال وهو أشد عناداً من قبل، بكل تأكيد، إذا كنت تريدين ذلك! ولكن تذكري أنني أخالف جوليان في رأيه جد الخلاف، وأرى أن المرأة ليس لها الحق علينا!

وإذ ذاك أفلتت من جوليان للمرة الأولى بادرة غضب وسخط وتأثر فقال بحدة. . ما هذه القسوة يا هوراس. لكل إمرأة في هذه الأرض حق علينا!.

وأنساهم الجدل أمرهم، فلم يذكروا أنهم قد أمروا الخادم بدخول القادمة.

وإذ ذاك لم يلبثوا أن تنبهوا على حفيف ثوب، فنظروا جميعاً صوب الباب، ينظرون المرأة الغريبة القادمة!. . . . .

الفصل الحادي عشر

البعث

وإذ ذاك لاح شبح إمرأة صغيرة في ثوب أسود رقيق الحال، لا تأنق فيه ولا زينة، فلما دنت إليهم رفعت في صمت نقابها الأسود فبدأ وجه شاحب مهزول. تطل منه آثار التعب والمرض، وعليه مسحة جمال أخفاها الهزال، وأذهبها الإصفرار وقفت هذه المرأة كذلك جامدة في مكانها، وجعلت تنظر إليهم صامتة، وظلوا أيضاً واجمين هنيهة لا يتكلمون، ينظرون مذهولين مبهوتين إلى هذا الوجه الشاحب إزاءهم ومضت لحظة، لا حس في الحجرة ولا صوت إلا دقة هذا السكوت الرهيب.

قالت. وهي تدير عينيها في الرجلين الواقفين قبالتها أين مستر جوليان جراي؟

فتقدم جوليان بضع خطوات، وقد تمالك اضطرابه قال. إنني آسف إني لم أكن في البيت عندما جئتني ورسالة السفير، أرجو أن تأخذي لك مجلساً.

وعلى سبيل تهدئة الجأش، عادت اللادي جانيت إلى الجلوس في ناحية بعيدة من الزائرة، وظل هوراس واقفاً بجانبها وانحنت محيية الزائرة الغريبة بأدب متكلف مصطنع، دون أن تفوه بكلمة، وهي تقول في نفسها إني مضطرة إلى الإصغاء لهذه المرأة ولكني لست