للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقاءها!.

قال جوليان في رقة ورفق كلا. دعينا من المبالغة والمغالاة. فإنها لا تجدي علينا شيئاً في هذه المسألة الخطيرة. إن صديقي السفير يؤكد لنا في رسالته أن أطباء المستشفى يقررون جميعاً لأنها رقيقة وديعة، لا ثورة تثور، ولا أذاة تحدث ولئن كانت حقاً تحت تأثير وهم ذهني شديد، فهي ولا ريب جديرة منا بالرحمة والعطف والرثاء، وهي بلا شك تحتاج إلى العناية والرفق. فسلي يا خالتي العزيزة فؤادك الكريم الرؤوم أليس من القسوة الكبرى أن نقذف هذه المرأة المسكينة المعذبة إلى عرض الطريق، دون أن نبدأ بسؤالها والتحقق من قولها.

فأثارت هذه الكلمات روح العدل الكمين في فؤاد اللادي جانيت فقالت بصوت رهيب. أجل إن في هذه الكلمات مسحة من الحق ثم نظرت إلى هوراس واستطردت تقول ألا تظن ذلك أنت؟.

فأجاب هوراس في لهجة الرجل الذي لا يستطيع أي إقناع أن يهزم عناده إني لا أستطيع أن أقول شيئاً!.

ولكن صبر جوليان كان أشد قوة من عناد هوراس، فانثنى يقول بكل هدوء وخفة لهجة، ولكنا نحن الثلاثة لا نزال نشعر بالإهتمام والقلق من هذا الأمر الجديد العارض. . ثم ألسنا يا سيدتي اللادي جانيت الآن في أسنح الفرصة لإنهائه وأطوع الظروف لفضه، إن مس روزبري لا تزال خارج البيت كله، فإذا تركنا هذه السائحة تجري مفلتة من بين أيدينا، فمن يدري لعل حادثاً غريباً يقع بعد اليوم؟

فلم تستطع اللادي جانيت إلا أن تصيح وقد رأت رأيها الأخير، إذن لندع المرأة تدخل. أجل يا عزيزي جوليان. لتدخل في التو والساعة. قبل أن تعود جريس إلى البيت. أرجو أن لا ترفض دق الجرس في هذه المرة؟

ولم يكن جوليان ليتردد هذه المرة في دق الجرس ولا ريب فلم يكد يفعل، حتى انثنى يسأل خالته بكل احترام أتسمحين لي أيضاً أن أصدر الأمر إلى الخادم!؟.

فأجابت السيدة العجوز وهي تنهض بشيء من الإنفعال مره الآن ما شئت ولنخرج من هذه المشكلة.