للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في هذه اللحظة أطل عليه من نافذته شخص ثم مضى في سبيله. فلم يكترث هرمان لهذا الحادث.

وبعد بضع دقائق سمع باب ردهته ينفتح فظن هرمان أن خادمه قد عاد سكران من بعض معاركه الليلية ولكن لم يلبث أن سمع خطوات غير مألوفة في أذنه. وكأن أحد يتمشى في خفين على أرض الردهة في لين وخفة.

ثم انفتح الباب ودخلت عليه امرأة في ثوب أبيض، فحسبها هرمان مربيته العجوز وتعجب ماذا أقدمها عليه في مثل هذه الساعة من الليل. ولكن المرأة ذات الثوب الأبيض دلفت نحوه بسرعة ثم مثلت أمامه - فإذا الكونتيس!

وقالت بصوت ثابت متين:

لقد جئتك على غير رغبة مني. ولكني أمرت أن أجيب سؤالك. ستربح إذا لعبت الثلاث الورقات الآتية على التوالي وهي ثلاثة سبعة فنط ولكن على الشرائط التالية:

أن لا نلعب أكثر من ورقة واحدة في طظف أربع وعشرين ياعة وأن لا تعيد الكرة ما حييت وإني أغفر لك جريمة قتلي بشرط أن تتزوج وصيفتي ليزافيتا إيفانوفنا.

ثم تولت عنه فهرولت نحو الباب وأملست. وسمع هرمان باب البيت يفتح ثم يغلق وأبصر للمرىة الثانية شخصاً يطل عليه من النافذة.

فبقي هرمان كالمغشي عليه ساعة من الزمن ما به سبيل إلى الإفاقة من تلك الغمرة وأخيراً قام فدخل الحجرة المجاورة فأبصر خادماً طريحاً على الأرض يغط في نومه فأيقظه بعد جهد. فألفاه نشواناً كدأبه فاستفسره عما جرى فلم يستطع أن يمده من المعلومات والبيانات بأدنى شيء وألفى هرمان باب البيت مغلقاً. فانكفأ هرمان إلى حجرته فأشعل شمعة ودون كل تفاصيل رؤياه.

الفصل السادس

لا يمكن اجتماع فكرتين في حيز واحد من العالم الذهني إلا إذا أمكن اجتماع جسمين في حيز واحد من العالم المادي وبناء على هذه النظرية أصبحت فكرة ثلاثة، سبعة، فنط تدور في رأس الفتى وتطفو في دماغه وترسب وتتردد على شفتيه وتتكرر.

فإذا أبصر فتاة قال في نفسه: ما أنحف قوام هذه الفتاة وما أشبهها بمنظر (الثلاثة القلبية)