للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فصافح شيكالنسكي هرمان وسأله أن يرفع الكلفة فلا يبقى واقفاً ثم استمر في اللعب.

واستمر اللعب برهة وكان على المائدة نيف وثلاثون ورقة. وكان شيكالنسكي بعد كل رمية يعطي اللاعبين مهلة يرتبون فيها أوراقهم ويدون خسائرهم ثم يصغي إلى مطالبهم في أحسن أدب وأحسن من ذلك أدبه وتلطفه في معالجته إقامة المعوج ونشر المطوي من أطراف الأوراق التي كان بعض اللاعبين يطوي أطرافها من غير عمد ولا سوء نية. وأخير تم الدور وشرع شيكالنسكي يفنط الورق استعداداً لدور آخر.

قال هرمان: أتسمح لي أن آخذ ورقة؟ ومد يده من وراء رجل ضخم كان يشترك في اللعب.

فابتسم شيكالنسكي وانحنى في صمت دلالة على الرضا. فهنأ ناروموف هرمان على نقضه ذلك المبدأ الذي التزمه طول عمره أعني اجتناب اللعب وتمنى له الفوز والظفر.

قال هرمان: أريد الاشتراك، وكتب أرقاماً بالطباشير على ظهر ورقته.

فقال صاحب البنك (هوشيكالنسكي) وحدد بصره: على أي مبلغ يا سيدي؟ معذرة إن في بصري شيء من القصر.

فأجاب هرمان: على سبعة وأربعين ألف روبيل.

فعند سماع هذه الكلمات التفت كل من بالغرفة بغتة واتجهت الأبصار كافة نحو هرمان.

وقال ناروموف في نفسه: لقد خولط الفتى في عقله!.

وقال شيكالنسكي بابتسامته المعهودة: إن هذا مبلغ باهظ لم يحدث قط أن أحداً من لاعبي هذه المائدة جازف بأكثر من مائتين وخمسة وسبعين روبيل على دفعة واحدة.

فأجاب هرمان: لا بأس بما تقول. ولكن خبرني أتقبل ورقتي أم ترفض؟

فانحنى شيكالنسكي قبولاً.

وقال: كلا ما أقوله هو أني مع مزيد ثقتي بكلام أصدقائي لا أستطيع أن ألعب إلا على المال الحاضر المنقود. أما من جهتي فإني أعلم أن كلمتك كافية ولكني محافظة على نظام اللعب وتسهيلاً للحساب أطلب إليك أن تضع المبلغ فوق ورقتك.

فاستخرج هرمان من جيبه بنكنوتاً فأسلمها إلى شيكالنسكي فنظر فيها الرجل نظرة خفيفة عجلى ثم وضعها على ورقة هرمان.