للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإن المجد في الدنيا رحيق ... إذا طال الزمان عليه طابا

أولئك أمة ضربوا المعالي ... بمشرقها ومغربها قبابا

جرى كدراً لهم صفو الليالي ... وغاية كل صفو أن يشابا

مشيبة القرون أديل منها ... ألم تر قرنها في الجو شابا

معلقة تنظر صولجاناً ... يخر عن السماء بها لعابا

تعد بها على الأمم الليالي ... وما تدري السنين ولا الحسابا

* * *

أيا وطني لقيتك بعد بأس ... كأني قد لقيت بك الشباب

وكل مسافر سيؤوب يوماً ... إذا رزق السلامة والإيابا

ولو أني دعيت لكنت ديني ... عليه أقابل الحتم المجابا

أدير إليك قبل البيت وجهي ... إذا فهت الشهادة والمتابا

وقد سبقت ركائبي القوافي ... مقلدة أزمتها طرابا

تجوب الدهر نحوك والفيافي ... وتقتحم الليالي لا العبابا

وتهديك الثناء الحر تاجاً=على تاجيك مؤتلقاً عجابا

* * *

هدانا ضوء ثغرك من ثلاث ... كما تهدي (المنورة) الركابا

وقد غشى المنار البحر نوراً ... كنار (الطور) جللت الشعابا

وقيل الثغر فاتأدت فأرست ... فكانت من ثراك الطهر قابا

فصفحاً للزمان لصبح يوم ... به أضحى الزمان إلي تابا

وحيا الله فتيانا سماحاً ... كسو عطفي من فخر ثيابا

ملائكة إذا حفوك يوماً ... أحبك كل من تلقى وهابا

وإن حملتك أيديهم بحوراً ... على أكفهم السحابا

تلقوني بكل أغر زاه ... كأن على أسرته شهابا

ترى الإيمان مؤتلقاً عليه ... ونور العلم والكرم اللبابا

وتلمح من وضاءة صفحتيه ... محيا مصر رائعة كعابا