للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأفضل البلاد والقرى في كل وقت وزمان, أكثرها علما, وأعرفها بالسنن والآثار النبوية.

وشر البلاد, أقلها علما, وأكثرها جهلا وبدعة وشركا, وأقلها تمسكا بآثار النبوة, وما كان عليه السلف الصالح.

فالفضل والتفضيل, يعتبر بهذا في الأشخاص والسكان وقد قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} كما أن الحسنات تضاعف في البلد الحرام, فكذلك السيئات تضاعف, لعظم حرمته وفضيلته١.

وقد جاء في فضل بعض أهل نجد ك "تميم" ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أحب تميما لثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوله لما جاءت صدقاتهم: " هذه صدقات قومي " وقوله في الجارية التميمية "أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل" وقوله "أشد أمتي على الدجال" هذا في المناقب الخاصة.

أما العامة للعرب, فلا شك في عمومها, لأهل نجد, لأنهم من صميم العرب.

وما ورد في تفضيل القبائل والشعوب أدل وأصرح في الفضيلة مما ورد في البقاع والأماكن للدلالة على فضل الساكن والقاطن.

ومعلوم أن رؤساء عباد القبور والداعين إلى دعائها وعبادتها, لهم حظ وافر مما يأتي به الدجال.


١ ذهب بعض أهل العلم إلى أن المضاعفة في الكيفية لا في العدد لقول الله سبحانه {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} وهذا نص صريح من كتاب الله سبحانه لا تجوز مخالفته إلا بدليل صحيح يخص الحرم المكي من هذه الآية ولا نعلم في ذلك ما يحسن الاعتماد عليه.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز

<<  <   >  >>