للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المخلب] (١) للطائر كالظفر للإنسان.

والمراد به: مخلب هو سلاح، وهو مفعل من الخلب، وهو مزق الجلد بالناب وانتزاعه قيل: وهذا التركيب يدل على الإحالة (٢)؛ لأن الطائر يخلب [به] (٣) الشيء إلى نفسه، ومنه الخلابة، وهي الخداع، وهو من باب طلب وضرب (٤).

الناب (٥) جهاد يدان (٦) [مشتركة] (٧). [كذا] (٨) في «تاج الأسامي» الألف منقلبة من الياء بدليل أن جمعه أنياب، وهو (٩) من الأسنان مما يلي الرَّباعِيَات، فيتناول سباع الطيور والبهائم، أما الطيور فهي كالصقر والبازي والنسر والعقاب والشاهين.

وأما سباع البهائم فكالأسد والذئب والنمر [والفهد] (١٠) والثعلب والضبع والكلب والسنور البري والأهلي. كذا في «الإيضاح» (١١): والسبع: كل مختطف منتهب جارح قاتل عادٍ عادةً، وإنما عدَّ هذه الأوصاف ليبني عليها قوله: كيلا يعد [وشيء] (١٢) ومن (١٣) هذه الأوصاف الذميمة إليهم، ثم الفرق بين الاختطافة والانتهاب هو أن الاختطاف من فعل الطيور، والانتهاب من فعل السباع غير الطيور؛ لأنه ذكر في «المبسوط» (١٤)، والمراد بذي الخطفة: ما يختطف بمخلبه من الهواء؛ كالبازي، والعقاب ومن (١٥) ذي النهبة: ما ينتهب بنابه من الأرض؛ كالأسد والذئب، فلما كان اسم السبع شاملاً على القبيلتين/ فسَّر السبع بهذين الوصفين كيلا يعد وشيء من هذه الأوصاف الذميمة إليهم بالأكل لما أن العداء من الأثر في ذلك كما في قوله -عليه السلام-: «لا ترضع لكم الحمقاء؛ فإن اللبن يعدي» (١٦).

والمستخبث حرام؛ لقوله تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (١٧)، ولهذا حرم تناول الحشرات؛ لأنها مستخبثة طبعًا، وإنما أبيح لنا أكل الطيبات؛ قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (١٨)؛ فقد أكرم المؤمنين بهذا الخطاب حيث خاطبهم بما خاطب به المرسلين حيث قال: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} (١٩).


(١) ساقطة من: (ع).
(٢) في (ع): «الإمالة».
(٣) ساقطة من: (ع).
(٤) ينظر: المغرب: ص ١٥٠.
(٥) لعلها في (ع): «السامة».
(٦) في (ع): «يدار».
(٧) في (ع): «بسر له».
(٨) ساقطة من: (ع).
(٩) في (ع): «وهي».
(١٠) ساقطة من: (ع).
(١١) ينظر: البناية: ١١/ ٥٧٧.
(١٢) زيادة من: (ع).
(١٣) في (ع): «من».
(١٤) ينظر: المبسوط: ١١/ ٢٢٥.
(١٥) في (ع): «من».
(١٦) أخرجه ابن عدي في «الكامل»: ٨/ ١٦، من اسمه عمرو، عمرو بن خليف أبو صالح الحتاوي، رقم الحديث: ١٢٣٥٢، وقال: «وهذا عن نعيم بن سالم عن أَنَس يحتمل، ولعمرو بن خليف أحاديث غير ما ذكرت موضوعات، وكان يتهم بوضعها».
(١٧) سورة الأعراف، من الآية: ١٥٧.
(١٨) سورة البقرة، من الآية: ١٧٢.
(١٩) سورة المؤمنون، من الآية: ٥١.