للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخشاها} (١) مع عموم إنذاره صلى الله عليه وسلم وأما غيرهم فلا {وَإِذَا قَرَأْتَ القرءان جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذين لَا يُؤْمِنُونَ بالاخرة حِجَابًا مَّسْتُورًا} (٢)، و {لا يَزِيدُ الظالمين إَلاَّ خَسَارًا} (٣).

مثال آخر: قال أيضًا عند تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُنظروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (٤): «وذكر أن التحقيق أنه سبحانه قال هنا: {ثُمَّ يُنظروا} وفي غير ما موضع {فيُنظروا} (٥)؛ لأن المقام هنا يقتضي ثم دونه في هاتيك المواضع وذلك لتقدم قوله تعالى فيما نحن فيه: {أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مكناهم فِى الارض} (٦) مع قوله سبحانه وتعالى: {وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} (٧)، والأول يدل على أن الهالكين طوائف كثيرة. والثاني يدل على أن المنشأ بعدهم أيضاً كثيرون فيكون أمرهم بالسير دعاء لهم إلى العلم بذلك فيكون المراد به استقراء البلاد ومنازل أهل الفساد على كثرتها ليروا الآثار في ديار بعد ديار وهذا مما يحتاج إلى زمان ومدة طويلة تمنع من التعقيب الذي تقتضيه الفاء ولا كذلك في المواضع الاخر اه، ولا يخلو عن دغدغة. واختار غير واحد أن السير متحد هناك وهنا ولكنه أمر ممتد يعطف النظر عليه بالفاء تارةُ نظرًا إلى آخره وتارةً أخرى نظراً إلى أوله وكذا شأن كل ممتد «(٨).

فالإمام الألوسي عرض المتشابه مباشرة ثم ذكر التوجيه دون أن يطرح سؤال وجواب.

[ثانيا: أسلوب الإمام الألوسي في التوجيه]

أ. أسلوب الإمام الألوسي في التوجيه يشبه كثيرًا أسلوب الإمام الرازي فيمتاز في أغلب المواضع بالإيجاز، والسهولة، والاختصار التي لا يُشعر القارئ بالملل، لكنه قام باختصار بعض المسائل في حين أنها تحتاج إلى بسط، وهذا مما يؤخذ عليه.


(١) سورة العاشية، الآية: (٤٥).
(٢) سورة الإسراء، الآية: (٤٥).
(٣) سورة الإسراء، الآية: (٨٢). ويُنظر: روح المعاني، (ص: ١١٢، ١١٣).
(٤) سورة الأنعام، الآية: (١١).
(٥) سورة آل عمران، الآية: (١٣٧)، النمل، الآية: (٣٦)، العنكبوت، الآية: (٢٠)، الروم، الآية: (٤٢).
(٦) سورة الأنعام، الآية: (٦).
(٧) سورة الأنعام، الآية: (٦).
(٨) روح المعاني، (٤/ ٩٨).

<<  <   >  >>