للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

*ومن الأمثلة على أنه قام باختصار بعض المسائل في حين أنها تحتاج إلى بسط:

عندما تفسيره لقول الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا} (١) قال: «والمراد بها العموم لقرينة المقام وعدم المرجح أي أيّ مكان من الجنة شئتما وأباح لهما الأكل كذلك إزاحة للعذر في التناول مما حظر، ولم تجعل متعلقة بـ {اسكن}، لأن عموم الأمكنة مستفاد من جعل الجنة مفعولا به له، مع أن التكريم في الأكل من كل ما يريد منها لا في عدم تعيين السكنى ولأن قوله تعالى في آية أخرى: {فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا} (٢) يستدعي ما ذكرنا» (٣).

وفي الموضع الثاني (سورة الأعراف) عند تفسيره لقول الله عز وجل: {وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} (٤): «{فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا} لتعميم التشريف والإيذان بتساويهما في مباشرة المأمور به فإن حواء أسوة له عليه السلام في حق الأكل بخلاف السكنى فإنها تابعة له فيها ولتعليق النهي الآتي بهما صريحاً، والمعنى فكلا منها حيث شئتما كما في البقرة، ولم يذكر {رَغَدًا} هنا ثقة بما ذكر هناك» (٥).

فالإمام الألوسي لم يبين الفرق بين موضعي المتشابه: {وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا}، {فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا} عند تفسيره لموضعي المتشابه في سورتي البقرة والأعراف، مع أن المقام يحتاج إلى بسط.

ب. إطالة التوجيه أحيانًا، بل وذكر عدة أوجه لاختلاف الألفاظ من موضع لأخر:

مثال ذلك: قال عند تفسيره قول الله عز وجل: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٦): «{قُلْنَا اهبطوا مِنْهَا جَمِيعًا} كرر للتأكيد،


(١) سورة البقرة، الآية: (٣٥).
(٢) سورة الأعراف، الآية: (١٩).
(٣) روح المعاني، (١/ ٢٣٦).
(٤) سورة الأعراف، الآية: (١٩).
(٥) روح المعاني، (٤/ ٣٣٩).
(٦) سورة البقرة، الآية: (٣٨).

<<  <   >  >>