للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا منظرا حسنا رأيته ... من وجه جارية فديته

بعثت إلىّ تسومنى ... برد الشباب وقد طويته

والله ربّ محمّد ... ما إن غدرت ولا نويته

أمسكت عنك وربما ... عرض البلاء وما ابتغيته

إن الخليفة قد أبى ... وإذا أبى شيئا أبيته

ونهانى الملك الهما ... م عن النّسيب وما عصيته

وكان ذلك يؤذى الخليفة منه إذ كان يراه لا يكفّ عن الغزل، وترامت إليه زندقته وما يغرق فيه من مجون، فحرمه جائزته، ولا نصل إلى سنة ١٦٦ حتى يتعقب المهدى الزنادقة ويقتل منهم خلقا كثيرا، ويلزم بشار البصرة إشفاقا على نفسه، غير أنه لا يصمت، بل يأخذ فى رثاء أصدقائه الذين يقتلون على الزندقة (١)، ويهجو المهدى ووزيره يعقوب بن داود هجاء مقذعا (٢) ويقدم المهدى إلى البصرة فى سنة ١٦٨ فيشهد أمامه شهود موثّقون بأن بشارا زنديق، حينئذ يأمر بضربه حتى التلف، فيضرب سبعين سوطا يموت على إثرها ويرمى به فى البطيحة، ويجئ بعض أهله فيحملونه ويدفنونه.

وأخبار بشار فى أسرته قليلة، ويدلّ هجاء حماد عجرد له أنه كان له امرأة تسمّى أمامة (٣)، وهو يكثر فى أشعاره من ذكر أطفاله الصغار يستعطف بهم ممدوحيه حتى يضاعفوا له الجائزة (٤)، وقد حزن حين اختطف منه القدر ابنه محمدا (٥)، واختطف منه بنتا صغيرة (٦). ومر بنا فى غير هذا الموضع أنه كانت له جارية تسمى ربابة، وكانت له جارية أخرى سوداء، وفيها يقول (٧):

وغادة سوداء برأفة ... كالماء فى طيب وفى لبن


(١) أغانى ٣/ ٢٣٤ والمختار من شعر بشار ص ٣٥ وأمالى المرتضى ٢/ ١٣٣.
(٢) أغانى ٣/ ٢٤٣.
(٣) أغانى ١٤/ ٣٦٥.
(٤) الديوان ١/ ٢٣٩.
(٥) أغانى ٣/ ١٦١، ٢٢٠، وانظر الديوان ١/ ٢٥٦.
(٦) أغانى ٣/ ٢٢٩.
(٧) أغانى ٣/ ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>