للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ: «ابْنُوا لِي مِنْبَرًا لِلْحَدِيثِ» [١] .

٢١٦- محمد بن عمّار [٢] .

أبو بكر المَهْريّ [٣] الأندلسيّ، ذو الوزارتين.

شاعر الأندلس. كان هو وابن زيدون [٤] الأندلسيّ القُرْطُبيّ كَفَرَسَيْ رِهان.

وكان ابن عمّار قد اشتمل عليه المعتمِد بن عبّاد، وبلغ الغاية القصوى، إلى أن استوزره، ثمّ جعله نائبًا له على مَرْسِية، فعصى بها على المعتمد، فلم يزل يحتال عليه ويتلطف إلى أن وقع في يده، فذبحه صبرا بيده، لعصيانه [٥] ،


[١] رواه أحمد في المسند ٣/ ٢٢٦.
[٢] انظر عن (محمد بن عمّار) في: قلائد العقيان للفتح بن خاقان ٨٥، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام، ق ٢ مجلد ١/ ٣٦٨- ٤٣٣، وخريدة القصر (قسم شعراء الأندلس) ق ٤ ج ٢/ ٥٩، وبغية الملتمس ١١٣ رقم ٢٢٧، والمطرب لابن دحية ١٦٩، والمعجب للمراكشي ٧٧، والحلّة السيراء لابن الأبار ١/ ٢٠٥ و ٢/ ٦٢، ٦٣، ٨٤، ١١٦، ١١٩- ١٢٤ (١٣١- ١٦٥ رقم ١٣٣) ، ١٧٣، ١٧٤، ٣٠٠، والمغرب في حليّ المغرب ١/ ٣٨٩- ٣٩١، رقم ٢٧٩، ووفيات الأعيان ٤/ ٤٢٥- ٤٢٩ رقم ٦٦٩، ورايات المبرزين لابن سعيد ٢٥، وأعمال الأعلام ١٦٠، والعبر ٣/ ٢٨٨، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٥٨٢- ٥٨٤ رقم ٣٠٤، ومرآة الجنان ٣/ ١٢٠، ١٢١، والوافي بالوفيات ٤/ ٢٢٩- ٢٣٤ رقم ١٧٦٠، ونفح الطيب ١/ ٦٥٢- ٦٥٦، وشذرات الذهب ٣/ ٣٥٦، ٣٥٧، وهدية العارفين ٢/ ٧٤، ومعجم المؤلفين ١١/ ٧٤.
وللدكتور صلاح خالص مؤلف به عنه جمع فيه شعره، وطبع في بغداد سنة ١٩٥٧. ونشر الدكتور ثروت أباظة دراسة عنه في كتيب صدر ضمن سلسلة «اقرأ» المصرية.
[٣] في الأصل: «المهدي» ، والصحيح ما أثبتناه، وهو بفتح الميم وسكون الهاء، والراء. هذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. قبيلة كبيرة. (الأنساب ١١/ ٥٣٩، اللباب ٣/ ٢٧٥) .
وقال ياقوت: مهرة بالفتح ثم السكون. هكذا يرويه عامة الناس، والصحيح مهرة بالتحريك.
وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه. (معجم البلدان ٥/ ٢٣٤) .
[٤] هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون الأندلسي، توفي ٤٦٣ هـ.
وتقدمت ترجمته في الطبقة السابقة.
[٥] وفيات الأعيان ٤/ ٤٢٥، وزعموا أن المعتمد أخذ طبرزينا ودخل إليه، ففزع كما كان في قيوده إلى تقبيل رجليه، فضربه به، ثم أمر فأجهز عليه.
مما يشهد أنه باشر قتله قول عبد الجليل بن وهبون يرثيه ببيت مفرد وهو:
عجبا لمن أبكيه ملء مدامعي ... وأقول: لا شك يمين القاتل
وأخبر ذو الوزارتين صاحب المدينة أبو محمد عبد الله بن سلام- بتخفيف اللام- الشلبي، وكان من صميم إخوان ابن عمار، قال: إني لفي أرجى ما كنت لإقالة ابن عمّار، وقد هيأت