للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأَحْكَم العربيَّة. وكان شاعرا، فاضلا جوّالا. تصدَّر بمَرّاكُش للإقراء والتّعليم مدَّةً، ثمّ سكن مُرْسِيَة، وخطب بها. وله تصانيف مفيدة، منها «الإفصاح في اختصار المصباح» ، و «شرح مقصورة ابن دُرَيْد» ، وكتاب «قراءة نافع» .

حدَّث عَنْهُ: أبو ذَرّ الخُشَنيّ، واختصّ بِهِ. وأخذ عَنْهُ القراءات والنَّحْو: أبو عُمَر بْن عيّاد، وابنه أبو عبد الله.

وكان مولده في سنة تسع وثمانين وأربعمائة. وكان حيا في هذه السنة.

٥٨٦- علي بن محمد بْن أحمد [١] .

الخطيب، أبو الحسن الرُّوذْرَاوَرِيّ المُشْكانيّ، الخطيب بمُشْكان [٢] ، وهي من قُرى رَوذرَاوَر عَلَى ستّ فراسخ من هَمَذَان.

مولده في رمضان سنة ستّ وستّين وأربعمائة بمُشْكان. وقدِم عليهم سنة ستٍّ وسبعين القاضي أبو منصور محمد بْن الحَسَن بْن محمد بْن يونس النَّهاوَنْديّ، فسمعوا منه «التّاريخ الصّغير» للبخاريّ، بسماعه من ابن زِنْبِيل النَّهَاوَنْدِيّ في حدود سنة أربعمائة. وحدَّث ببغداد بالكتاب، بقراءة ابن السّمعانيّ.

وسمعه منه: الحافظ أبو العلاء العطّار، وابنه عبد البَرّ، وأبو القاسم بْن عساكر، وطائفة كبيرة.

وحدَّث عَنْهُ، أبو القاسم بْن الحَرَسْتَانيّ إجازة.

وسماعه لَهُ بقراءة المحدِّث حمزة الرُّوذرَاوَرِيّ، وهو صدوق.

آخر من رحل إِلَيْهِ: الحافظ يوسف بْن أحمد الشّيرازيّ في ربيع الآخر سنة خمسين، وسمع منه.

ثمّ قَالَ: وفيها مات رحمه الله [٣] .


[١] انظر عن (علي بن محمد المشكاني) في: الأنساب ١١/ ٣٣٤، ٣٣٥، ومعجم البلدان ٥/ ١٣٥، واللباب ٣/ ٢١٧، ٢١٨، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٤ رقم ١٧٧٠، وسير أعلام النبلاء ٢٠/ ٣١١، ٣١٢ رقم ٢٠٧، وشذرات الذهب ٤/ ١٥٥.
[٢] مشكان: بضم الميم وسكون الشين المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها النون. قرية من أعمال روذراور قرية منها من نواحي همذان.
[٣] وقع في الأنساب ١١/ ٣٣٥: «توفي في حدود سنة أربعين وخمسين مائة بروذراور!» .