للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكلِمة واحِدة، فالتَّوْبيخ ليس بالأمر الهَيِّن، لا سيَّما في مثل هذا الحالِ؛ لأنهم إذا ذُكِّروا بهذه النِّعمةِ في حال لا يَتَمكَّنون من استِدْراك ما فات كان ذلك أشدَّ حَسْرةً، والعِياذُ بالله.

الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: تَمام الحُجَّة على بني آدَمَ بإرسال الرُّسُل منهم؛ لقوله تعالى: {رُسُلٌ مِنْكُمْ}؛ لأنهم لو كانوا من غير الجِنْس لم تَتِمَّ الحُجَّة، لكن إذا كانوا من الجِنْس نَفْسه، بل من القَبيلة نفسِها لتَمَّتِ الحُجَّة.

الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: أن الرُّسُل صلى الله عليهم وسلم كانوا قد بلَّغوا البلاغ المُبين؛ لقوله تعالى: {يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ}.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: أن ما جاءت به الرُّسُل من الوحيِ حُجَّة مُلزِمة؛ لأن الله تعالى سمَّاه: {آيَاتِ}، والآية العلامة المُعيَّنة لما دلَّت عليه، فهي حُجَّة مُلزِمة لكلِّ مَن سمِعها.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: أنه ما من رَسول إلَّا وقد أتَى بكِتاب؛ لقوله تعالى: {رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ}، ويُؤيِّد هذا قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ} [الحديد: ٢٥]، وقوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} [البقرة: ٢١٣].

لكننا لا نَعلَم كل كِتابٍ أُوتِيَه رسول، فالذي نَعرِفه التَّوراة والإنجيل والزَّبور وصُحُف إبراهيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ والقرآن.

ولا عجَبَ أَنْ لا نَعلَم إلَّا هذه الخَمسةَ، كما أننا لا نَعلَم من الرُّسُل إلَّا خَمْسة

<<  <   >  >>