للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فترتيب الكلمات فى الجملتين واحد لكن تغيير العلامة الإعرابية أدى إلى تغيير فى المعنى.

مثال آخر: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤)(١) فالذى تكلم هو الله والذى كلمه الله موسى وإن كانت الآية ﴿وَكَلَّمَ اللهَ مُوسى تَكْلِيمًا﴾ لكان الذى تكلم هو موسى وكلم اللهَ ﷿.

(حال تركيبها):

أى إذا وضعت فى جملة لأن الكلمة المفردة لا علامة لها.

مثال: محمدْ، لا يصح أن أقول (محمدٌ أو محمدًا أو محمدٍ)، لماذا؟ لأنها مفردة فلا علامة لها أما إذا ركبت فى جملة توضع عليها علامتها نحو: (جاء محمدٌ، أكرمتُ محمدًا، مررتُ بمحمدٍ)، فتظهر العلامة عند التركيب.

ثانيًا: الموضوع:

هو الكلمات العربية.

وقيل: أواخر الكلمات العربية حال تركيبها.

ثالثًا: الثمرة:

وعلم النحو له فوائد عدة منها:

١ - تقويم اللسان: فالعرب لم يكن عندهم تدوين لعلم النحو، لكن لغتهم العربية الفصيحة جعلت لسانهم عربيًا بالسليقة، فكانت قواعده موجودة فى الأذهان، ثم بعد ذلك دوِّن كما فعل أبو الأسود الدؤلى فوُجد وجودًا رسميًّا، فلما ذهب من الأذهان يراد بتعلُّمه أن يعود إلى أصله مرة ثانية فى الأذهان وهذا هو المراد أن يكون علم النحو فى الذهن، وفى اللسان كما هو مدون بالرسم والبنان.

ولأن لسان العرب كان لسانًا فصيحًا بالسليقة كان اللحن عندهم شديد القبح، فعبد الملك بن مروان كان يقول اللحن في الكلام أقبح من الجدرى فى الوجه.

وكان الأعرابى يقول لابنه يا بنى إن الرجل تنوبه النائبة -أى المصيبة- فيستعير من أخيه ثيابه ومن صديقه دابته ولكن يا بنى من يعيره لسانه.

والمعنى: أن المصيبة قد تكون في الثياب فيستعير ثيابًا ولا يعلم أحد بما أصابه،


(١) سورة النساء الآية ١٦٤.

<<  <   >  >>