كتاب التبيان في قواعد النحو وتقويم اللسان

مبادئ علم النحو - رابعا: فضله - ص: 11

الخمرة» إذًا كان النبى ﷺ فى المسجد والخمرة كانت خارج المسجد.

وبعضهم قال: متعلقة بناولينى، والمعنى قال: «ناولينى من المسجد الخمرة» وعليه فالخمرة في المسجد وعلى عائشة أن تذهب إلى المسجد، وعلي هذا الأساس اختلفوا هل الحائض تدخل المسجد أم لا.

مثال آخر: (لن) حرف نفى مثل (لن آكل، لن أشرب، لن أقرأ) عامة العلماء على أنها حرف نفى ويقول الزمخشرى - وهو من علماء اللغة إلا أنه كان معتزلى العقيدة- قال: أن لن تفيد النفى للتأبيد والمعنى: لن آكل أبدا، ولن أشرب أبدا، ولن أقرأ أبدًا.

فإذا نظرت إليه وهو يتكلم فى العقيدة فى مسألة الرؤية تجده يقول: إن الناس لن يروا الله تعالى أبدًا لا فى الدنيا ولا فى الآخرة لقوله تعالى ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ (١) فإذا كان موسى ﵇ لا يرى الله فمن باب أولى غيره، لكن الصحيح: أن لن تفيد النفى فقط كما قال ابن هشام وابن عقيل وغيرهما.

فإذا كانت القواعد صوابًا نفهم الأدلة فهمًا صحيحًا صوابًا، وإذا كانت القواعد خطأً نفهم الأدلة فهمًا خطأً.

٣ - يزيد فى العقل: قال شعبة: تعلم العربية يزيد فى العقل.

٤ - يرقق الطبع: يقول الإمام الشافعى من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن تعلم الحديث قويت حجته، ومن نظر فى الفقه نبل قدره، ومن تعلم العربية رق طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه (٢).

رابعًا: فضله:

هو من أهم العلوم وأجلها بالنظر إلى فائدته.

وصدق القائل:

النحو يصلح من لسان الألكنِ … والمرء تكرمه إذا لم يلحن

وإذا أردت من العلوم أجلها … فأجلها قدرًا مقيم الألسن

خامسًا: نسبته:

هو من علوم العربية.

---

(١) سورة الأعراف الآية ١٤٣.
(٢) الرسالة ص ٥٧.