للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولم تكن تعرف اسمه إلا من توقيعه على بعض رسائله. ولم تكن جاذبيته الحديث قط ولا سمعت صوته ولا سمعت به إلا تلك الليلة. ولكن من العجيب أن تومسكي تلك الليلة أمل به ما ساءه وكدره من عشيقته البرنسيس بولين ن في المرقص وأراد أن يقتص منها فعمد إلى ليزافيتا فاختارها شريكة له في الرقص فطوى هزيعاً من الليل يركض بها في حلبة الراقصين وسط الملعب.

وما زال طول المدة يهيجها ويستثيرها بالتلميح إلى ميلها للضباط المهندسين وأكد لها أنه أعرف منها بأخلاق هذه الفئة واتفق أن بعض الأمازيح والنكات الصادرة منه في هذا الصدد أصابت المرمى فأوجست الفتاة خيفة أن يكون سرها قد ظهر.

فسألته مبتسمة: من أنبأك بكل هذا؟

فأجاب تومسكي: من صديق امرئ تعرفينه حق المعرفة، من رجل عظيم الكفاءات والمواهب.

ومن هو هذا الرجل العظيم المواهب والكفاءات؟

اسمه هرمان.

فلم تجب ليزافيتا ولكن يديها وقدميها فقدت الإحساس والشعور.

واستمر تومسكي فقال:

إن هرمان هذا لذو شخصية نادرة غريبة لامتيازها بالولوع بركوب الأهوال والأخطار. وإن له سحنة كسحنة نابليون وروحاً كروح إبليس واعتقادي أن في عنقه ثلاث جرائم. . ما أشد اصفرار وجهك!.

أشعر بصداع. . ولكن خبرني ماذا قال لك هرمان هذا!.

قال لي هرمان أنه ساخط على خط صديقه وأنه لو كان في مكانه لسلك سلكاً آخر. . وإني لأحسب أن هرمان نفسه له فيك مآرب ومطامع أو على الأقل أراه يصغي أشد الإصغاء إلى كل ما يقوله عنك صديقه.

وأين أبصرني؟

لعله في الكنيسة أو في طابور. الله وحده يعلم. أو لعله في غرفتك وأنت نائمة. . إن هرمان هذا لا يبعد عليه. . .