للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في أثره مغضباً لهجومه علي مثواي واستباحته حمى حراماً ما وطئته قط قدم غريبة فلم أشق له غباراً. ورأيته بعيني يلج الباب وكان مفتوحا ثم سمعت صرخة ولما دنوت صافح أذني صوت رجل حثيث اللسان مخفوض القول ثم دخلت الدار فإذا الغادة سوفي راموسيني جاثية في زاوية من المكان منقبضة من الرعب قد التقى على صحيفة وجهها صورة البغض بسيما الغضب وإذا الرجل وعيناه مشبوبتان تضطرمان. وذراعاه ممدودتان ترعشان. يهضب لسانه بألفاظ الاستعطاف هضبا. وتسكب شفتاه كلم الاستغفار سكباً. فلما رآني دخلت دنا منها خطوة فتقهقرت خطوات وصاحت صيحة الشاة ساورها الذئب.

فجذبته إليّ عنها قائلاً مهلا! ماذا تفعل وماذا تريد؟ أحسبت هذا قارعة الطريق أم نزلا أم حانة؟.

عفواً سيدي وغفرانا. هذه المرأة زوجي وكنت أخالها غرقت. مولاي أثابك الله فقد رددت علي نفسي.

فقلت في غلطة ومن أنت؟.

قال رجل من أرشانجيل. رجل روسي.

قلت له ما اسمك؟

قال أورجانيف.

قلت أورجانيف. وهذه سوفي راموسيني. ما هي زوجتك. أما معها خاتم منك؟.

قال ونظر إلى السماء نحن زوج وزوجة بشهادة الله ذي العزة والجلال ما زوجنا قيس ولا شهد عقدنا مطران. بل زوجتنا العناية الأزلية بمشهد من الملائكة الأبرار.

وبينما هو يتكلم طفرت الفتاة حتى صارت خلفي وشدت يديها على يدي تضغطها كالمستغيثة.

وقال الرجل ماضيا في قوله أعطني زوجتي يا مولاي كي أحملها إلى موطني قلت له بشدة التفت يا هذا! أنا لا يهنأني بقاء هذه الفتاة عندي وإني والله فيها لزاهد ولو وددت أني ما نظرتها قط ولو أنها هلكت ليلة العاصفة ما ساءني. فأما إعطاؤك إياها مع ما أرى من بغضها إياك وخوفها منك فهذا ما لست فاعلا أبد الدهر فامنحنا هداك الله كتفيك ودعني وشأني. ولعلك لا تريني وجهك هذا قط فقال بصوت أبحّ أولست معطيني الغادة؟.