للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما ما ليس في معناه إلا من بعض الوجوه فلا يلحق به لأنه لو ألحق به كان بطريق القياس ولا يقاس على المخصوص من القياس إلا ما كان في معناه من كلّ وجه لأنّ قياس الأصل يعارضه وكلّ قياس لا ينفك عما يعارضه فهو باطل وإذا ثبت هذا فنقول ما لا يتكرر فهو في معنى النِّتاج من كل وجه فيلحق به ويكون إثبات الحكم فيه بدلالة النص وما يتكرّر ليس في معنى النِّتاج من كل وجه [لأن قياس الأصل يعارضه وكلّ قياس لا ينفك عما يعارضه فهو باطل وإذا ثبت هذا فنقول ما لا يتكرر فهو معنى النِّتاج من] (١) فيعاد فيه إلى أصل القياس قوله -رحمه الله-: (كحلب اللبن واتخاذ الجبن) إلى آخره (٢) ذكر في المَبْسُوط (٣).

وهذه المسألة على خمسة أوجه:

أحدها: … أنّ الدَّعْوَى إذا كانت في جُبُنٍ فأقام الخارج وذو اليد البيّنة على أنّه جبنه صنعه في ملكه فهو للذي في يديه؛ لأنّ الجبن لا يصنع إلا مرّة فهو سبب لأوليّة الملك بمنزلة النِّتاج.

والثاني: … إذا أقام كلّ واحد منهما البينة أنّ اللبن الذي صنع منه هذا الجبن ملكه فيقضي به للمدّعي لأنّ أصل المنازعة في اللبن وبينة كلّ واحد منهما قامت على الملك المطلق.

والثالث: … أن يقيم كل واحد منهما البينة أنّه حلب اللبن الذي صنع منه هذا الجبن من شاته في ملكه فيقضي به لذي اليد لأنّ الحلب في اللبن لا يتكرّر فكان في معنى النِّتاج.

والرابع: … إذا أقام كلّ واحد منهما البيّنة أنّ الشاة التي حلب منها هذا اللبن الذي صنع منه هذا الجبن ملكه فيقضي به للمدّعي لأنّ المنازعة في ملك الشاة وبينة كل واحد منهما قامت على الملك المطلق.

والخامس: … أن يقيم كلّ واحدة منهما البيّنة أن الشاة التي حلب منها هذا اللبن الذي صنع منه هذا الجبن شاته ولدت في ملكه من شاته فالبيّنة بينة ذي اليد لأنّ الحجتين قامتا على النِّتاج في الشاة التي كانت المنازعة فيها.

المِرْعِزَّى إذا شدَّدت الزاي قصَرْت وإذا خفَّفت مدَدْت والميم والعين مكسورتان وقد يقال مَرْعِزَاء بفتح الميم مخفّفاً ممدوداً وهي كالصُوف تحت شعر العَنْز (٤) والميم [فيه] (٥) زائدة؛ لأن صاحب المُغْرِب ذكرها في بَابِ الزاي من المُغْرِب.


(١) [ساقط] من (ب) (ج).
(٢) (واللبد والم -عز وجل- ي وجز الصوف وإن كان يتكرر قضي به للخارج بمنزلة الملك المطلق). يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٣/ ١٧٢).
(٣) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (١٧/ ١٣٩).
(٤) يُنْظَر: المُغْرِب في ترتيب المُعْرب؛ للمطرزي (١/ ٣٣٣).
(٥) [ساقط] من (أ).