للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلنا: إنما يكون قضاؤه عن اجتهاد إذا كانت بينة ذي اليد قائمة عنده وقت القضاء فيترجّح باجتهاده بينة الخارج عليها وهذه البينة [ما] (١) كانت قائمة عنده عند قضائه فلم يكن قضاؤه عن اجتهاد بل كان لعدم ما يدفع البينة من ذي اليد فإذا أقام حجة الدفع انتقض قضاؤه الأوّل كذا في المَبْسُوط (٢).

(وكذلك النَّسْج) أي: النَّسْج كالنِّتاج في أنّه (لا يتكرّر) (٣) وكل حكم عرفته في النِّتاج فهو في النَّسْج كذلك هذا إذا ادّعى ثبوت الملك لنفسه بسبب النَّسْج فإن النَّسْج سبب من أسباب الملك كالغزل حتّى أن من غصب غزل غيره ونسجه ملكه كما إذا غصب قطن غيره وغزله وكذلك شهوده أيضاً إذا شهدوا أنّه له.

وأمّا إذا شهدوا أنّه نسجه ولم يشهدوا أنّه له [لم يقض له به لأنّه] (٤) لم يشهدوا له بالملك ايضاً فقد ينسج للإنسان ثوب الغير بإذنه فلا يملكه كالنّساج ينسج ثياب الناس وكذلك لو أقام البيّنة في دابة أنها نتجت عنده وفي أَمَةٍ أنّها ولدت عنده فليس هذا اللفظ شهادة بالملك للمدّعي فلا يستحقّ به شيئاً كذا في المَبْسُوط (٥).

ثُمَّ صورة المسألة إذا ادّعى رجل [ثوباً في يد رجل] (٦) أنّه ملكه بأن نسجه في ملكه وأقام على ذلك بينة وأقام صاحب اليد بينة على مثل ذلك قضى بالثوب لصاحب اليد كما في الغزل فإنَّه في الغزل كذلك ذكره في الذَّخِيرَةِ (٧) وقال وإذا ادّعت امرأة غزل قطن في يد امرأة أخرى أنه ملكها غزلته وأقامت على ذلك بينة وأقامت صاحبة اليد بينة على مثل ذلك قضى بالغزل لصاحبة اليد لأنّه بمعنى دعوى النِّتاج بيانه أنّ كل واحدة منهما ادّعت سبب الملك لنفسها في العين المدّعي به وهو الغزل لأنّ الغزل سبب الملك فإن من غصب من آخر قطنًا وغزله ملكه وغزل القطن لا يتكرّر فكان/ بمنزلة دعوى النِّتاج فيقضي به لصاحب اليد كما في النِّتاج في الثياب التي لا تنسج إلا مرّة هذا احتراز من الثياب التي تنسج [مرّة] (٨) بعد أخرى كالخز.

وقال في المَبْسُوط (٩): النَّسْج في الثوب موجب لأولية الملك فيه وهو ممّا لا يتكرّر كالنِّتاج في الدّابة إلا أن يكون الثوب بحيث ينسج مرة بعد مرة كالخز ينسج ثُمَّ ينكث فيغزل وينسج ثانياً فحينئذ يقضي للخارج والحاصل أنّ النِّتاج مخصوص من القياس بالسنة فلا يلحق به إلا ما كان في معناه من كلّ وجه.


(١) [ساقط] من (ج).
(٢) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (١٧/ ١٤٤).
(٣) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٣/ ١٧٢).
(٤) [ساقط] من (ج).
(٥) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (١٧/ ٧٣).
(٦) [ساقط] من (ج).
(٧) يُنْظَر: المحيط البرهاني (١٠/ ١٤٤).
(٨) (من) في (أ).
(٩) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (١٧/ ١٢٠).