للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفاحتة تؤكل، وكذلك الديسي بضم الدال، والأنثى ديسية، وبالفارسية (موشجة).

وكذلك الخطاف، وأما الخفاش (١) فقد ذكر في بعض المواضع أنه يؤكل، وذكر في بعضها أنه لا يؤكل؛ لأن له نابًا.

الغداف: غراب القبط، ويكون ضخمًا، وافي الجناحين. هذا كله من «المغرب» وغيره (٢).

ولا بأس بأكل العقعق.

وعن أبي يوسف أنه يكره؛ لأنه اجتمع فيه الموجب للحل والموجب للحرمة؛ لأنه يخلط الجيف بالحب (٣).

وعن أبي حنيفة أنه لا بأس بأكله (٤)، وهو الأصح على قياس الدجاجة؛ فإنه لا بأس بأكلها فقد أكلها رسول الله -عليه السلام- (٥)، وهي قد تخلط، وهذا لأن ما يأكل الجيف فلحمه نبت من الحرام فيكون خبيثًا عادة، ولا يوجد فيما يخلط. كذا في «المبسوط» (٦).

أما الضبع فلما ذكرنا، وهو قوله: (ويدخل فيه الضبع) يعني: أنه ذو ناب.

وأما الضب؛ فلأن النبي -عليه السلام- نهى عائشة [رضي الله عنها] (٧) عن أكله، فإنه روي عن عائشة [رضي الله عنها] (٨) أنه أُهدي إليها ضب، فدخل رسول الله -عليه السلام- فسألته عن أكله فنهاها عنه، فجاء سائل فأرادت أن تطعمه إياه، فقال -عليه السلام-: «أتطعمين ما لا تأكلين» (٩)، وبهذا نأخذ، فنقول: لا يحل أكل الضب» (١٠).


(١) في (ع): «الحشاف».
(٢) ينظر: المغرب: ص ٣٣٧، الصحاح: ٤/ ١٤٠٩.
(٣) ينظر: المبسوط: ١١/ ٢٢٦.
(٤) ينظر: المصدر السابق: ١١/ ٢٢٦.
(٥) يشير إلى حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، قال: وكان بيننا وبين هذا الحي من جرم إخاء، فأتي بطعام فيه لحم دجاج، وفي القوم رجل جالس أحمر، فلم يدن من طعامه، قال: ادن، فقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأكل منه، قال: إني رأيته أكل شيئًا فقذرته، فحلفت ألا آكله، فقال: ادن أخبرك، أو أحدثك: إني أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفر من الأشعريين، فوافقته وهو غضبان، وهو يقسِّم نعمًا من نعم الصدقة، فاستحملناه فحلف ألا يحملنا، قال: «ما عندي ما أحملكم عليه»، ثم أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنهب من إبل، فقال: «أين الأشعريون؟ أين الأشعريون؟» قال: فأعطانا خمس ذود غر الذرى، فلبثنا غير بعيد، فقلت لأصحابي: نسي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمينه، فوالله لئن تغفلنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمينه لا نفلح أبدًا، فرجعنا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلنا: يا رسول الله، إنا استحملناك، فحلفت ألا تحملنا، فظننا أنك نسيت يمينك، فقال: «إن الله هو حملكم، إني والله -إن شاء الله- لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا أتيتُ الذي هو خير وتحللتها». أخرجه البخاري في صحيحه: ١/ ١٤٠٥، كتاب الذبائح والصيد، باب لحم الدجاج، برقم: ٥٥١٨.
(٦) ينظر: المبسوط: ١١/ ٢٢٦.
(٧) زيادة من: (ع).
(٨) ساقطة من: (ع).
(٩) حسن، يشير إلى حديث عائشة -رضي الله عنها- أنه أهدي لها ضب، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أكله فقال: «إني أكرهه»، فجاءتها سائلة، فأرادت أن تطعمها إياه، فقال لها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «أتطعمينها ما لا تأكلين». أخرجه أحمد في مسنده: ٤١/ ٣٩٩، برقم: ٢٤٩١٧، والطبراني في «الأوسط»: ٥/ ٢١١٢، برقم: ٥١١٦. قال الألباني: حسن. ينظر: السلسلة الصحيحة: ٥/ ٥٥٢.
(١٠) ينظر: المبسوط: ١١/ ٢٣١.