{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} أَعاذَنا الله تعالى وإيَّاكم من زَيْغ القلوب.
الوجه الثاني: أن يُقال: هل ظلَم الله تعالى هؤلاءِ حيث منَعَهم فَضْله؟
والجَوابُ: لا، ففَضْل الله تعالى يُؤتيه مَن يَشاءُ، وفي صحيح البخاري: أن مثَلَنا ومثَلَ مَن قبلَنا كمَثَل رجُل استَأْجَر أُجَراءَ إلى نِصْف النهار، وإلى العَصْر، وإلى الغُروب، فأَعطَى الأوَّلين على قِيراط قِيراط، والآخَرين على قِيراطَيْن قِيراطَيْن، فاحتَجَّ الأوَّلون، فقال: أَظَلَمْتُكم شيئًا؟ قالوا: لا. قال: ذلك فَضْلي أُوتِيه مَن أَشاءُ (١).
(١) أخرجه البخاري: كتاب الإجارة، باب الإجارة إلى صلاة العصر، رقم (٢٢٦٩)، من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.