للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِذَنِ: المُنكِرون لعُلوِّ الله تعالى انقَسَموا إلى حُلولية ومُعطِّلة تَعطيلًا محَضًا.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن هذا القُرآنَ أحسَنُ الحديث، لقوله تعالى: {أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} وهكذا حديث الله عَزَّ وجَلَّ هو أحسَنُ الحديث، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن القُرآن مَكتوب؛ لقوله تعالى: {كِتَابًا}، وسَبَق أنه يُكتَب في ثلاث مَواضِعَ: اللَّوْح المَحفوظ، الصُّحُف التي بأَيْدي المَلائِكة، الصُّحُف التي بأَيْدينا.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن القُرآن مُتشابِهٌ؛ لقوله تعالى: {مُتَشَابِهًا}، وحينئذٍ يُطلَب الجَمْع بين هذه الآيةِ، وبين قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: ٧]، ففي هذه الآيةِ جعَل الله تعالى القُرآن نَوْعَيْن: محُكَمًا ومُتَشابِهًا، وفي الآية التي في الزُّمَر جعَله نوعًا واحِدًا مُتَشابِهًا؟

والجَمْع بينهما أن يُقال: إن التَّشابُه المَذكور في الزُّمَر غير المُتَشابِه المذكور في آل عِمرانَ، فالتَّشابُه المَذكور في الزُّمَر أنه يُشبِه بعضُه بعضًا في الكمال والجَوْدة، والتَّشابُه المذكور في آل عِمرانَ هو اشتِباه المَعنَى وخَفاؤُه، فالقُرآن بهذا الوجهِ يَنقَسِم إلى قِسْمين:

الأوَّلُ: مُحكَم، أي: واضِح المَعنى، والثاني: مُتَشابِه أي: خَفيُّ المَعنَى.

فالتَّشابُه في الزُّمَر بمَعنَى أن بعضَه يُشبِه بعضًا، كل القُرآن مُتَشابِه، وأمَّا في آل عِمرانَ هو الخَفاء، فـ {مُتَشَابِهَاتٌ} أي: خَفيَّات المَعنَى، فالقُرآن بعضُه محُكَمٌ بيِّن، وبعضُه مُتَشابِه، لا يَعرِفه إلَّا الراسِخون في العِلْم.

<<  <   >  >>